أخي الكريم ( تعبت )
بارك الله فيك على الفائدة الجليلة , وجعل ذلك في ميزان حسناتك .
ولكن اسمح لي ببعض التعقيب :
لفظ الحديث في صحيح مسلم ليس صريحاً في ذكر هذا الدعاء أثناء الأذان , حيث جاء عن سعد بن وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن ... " رواه مسلم .
إذن كلمة ( أشهد ) الواردة في الحديث الشريف ليس من قول المؤذن , بل من قول السامع , وقوله حين يسمع المؤذن , يحتمل أن يكون ذلك أثناء الأذان أو بعد فراغه منه , لأن الأذان بحكم الذكر الواحد , فإذا فرغ المؤذن من أذانه ثم قال السامع هذا الذكر الوارد فإنه يكون قد امتثل الحديث .
وأما واو العطف في الرواية الأخرى : " وأنا أشهد .. ) فكما قلت بأن الأذان عبارة عن جملة واحدة وذكر واحد , فلا بأس من العطف على بعض أجزاء الجملة بعد فراغها كما قال تعالى : "{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} (5){إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (6) {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (7) {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (8) سورة المؤمنون .
فانظر كيف أن الجملة الأخيرة ( والذين هم لأمانتهم .. ) معطوفة على الجملة قبلها ( والذين هم لفروجهم .. ) مع وجود فاصل طويل نسبيا بمقدار آيتين كريمتين , وسوغ ذلك أن الآيات الكريمة هنا في سياق واحد وصفات متتابعة للمؤمنين فكأنه جملة واحدة .
والله تعالى أعلم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|