و كلٌ . . يدَّعيك . . يا نقاء . .

النقاء . . الصفاء . . بياض القلب . . الإخلاص . .
البعض من الناس يرى أنه قد امتطى صهوة هذه الصفات . .
فهو فارسها . .
لكن المحك الحقيقي . .
ليس فيما بين الإنسان . . و ذاته . .
بل عندما تتقاذفه أمواج الحياة اليومية . . أمام الواقع . .
الذي . . قلما يصمد فيه . . إلا الأشداء . . الصادقون حقا . .
عن نفسي . .
تعرضت لحالتين . . من هؤلاء . . من أقرب الناس إلي . .
بل لا أبالغ . . إن قلت أني كنت أظنهما يوما . . صفوة الأتقياء . .
عندما . . نرتاد البراري . .
فهم الداعمون لي . . في الأذكار . . في الاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر . . و و و . . إلخ . .
كنت أرى فيهم المثالية المطلقة . . في التمسك . . و التدين . . و . . . . ( النقاء ) . .
ثم لما مرت الأيام . . و شاء القدر . . أن تدخل الدنيا بيني و بينهم . . لتمتحن صلابة تدينهم . .
إذا هم . . كالزبد . . يذهب جفاء . .
تبدل النقاء . . كدرا . .
و تغير . . الصدق . . كذبا . .
و تحول . . الحرص . . تسيبا . .
صدمت . . دهشت . .
لولا أني سمعت من والدي . . كلمة . . جعلتني . . أتدارك نفسي . .
و أحافظ على توازني . .
لكنت كرهت الدين و أهله . .
لكني أعلم . . أن هؤلاء . . شذوذات . . لا يمثلون إلا أنفسهم . .
آلمني منهما . . ما فعلا . . لكنهما زادا خبرتي في الحياة . .
و وهباني درسا مجانيا . .
لذا يا أحبتي . . لتعلموا أن البشر . . يختلفون . . باختلاف ألوان الطيف . .
فكلٌ . . يدعي نقاء . . و صفاء . .
و ما أسهل ذلك . . لا سيما أن الناس . . تغتر بالمظاهر . . و لا ترى البواطن . .
لكن المحك الحقيقي . . عندما يزاحم هذا الإنسان . . الآخرين . .
فإنه و بلاشك . . سيقع . . في . . شر باطنه . .
__________________
إذا انقطع المطر . . فلا تلم الأرض على جفافها . .
|