بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة مليئة بشتى أنواع الزهور والورود وبعد :
كثيراً ما نقدم سوء الظن على حسن الظن ، لماذا يا ترى ؟
لأننا وبكل بساطة لا ترى الحق والخير لدى الآخرين ونراها في أنفسنا فقط !
أحد الأخوات أرسلت رسالة خلاصتها ما يلي :
( أن سيدة محترمة كانت تنتظر طائرتها التي تأخرت ، فاشترت كتاباً وكيساً من الحلوى لتمضي وقتها في القراءة . وحين جلست وانهمكت في قراءة كتابها شعرت بفتاة تجلس بجانبها وتأكل من كيس الحلوى الذي بينهما . تضايقت السيدة < فكيف تجرؤ تلك الفتاة على أكل الحلوى دون الاستئذان منها > أهملتها وأخذت تأكل والفتاة تشاركها , حتى كانت آخر قطعة فالتقطتها الفتاة وقسمتها نصفين أعطتها نصف وأكلت الآخر .
غادرت السيدة إلى الطائرة دون النظر إلى الفتاة . وحين استقرت في مقعدها فتحت حقيبتها لتضع كتابها .. لتفاجأ بكيس الحلوى الخاص بها . فأخذت تؤنب نفسها على سوء تصرفها من مشاركة الفتاة دون استئذان ودون شكر .. بل كانت تسومها بأسوأ الصفات . )
الإنسان غالباً ما يرى خطأ الآخرين ولا يرى أخطاءه ! وقد لا يصدق أنه من يبادر بالسوء ، بل نجده يبرر لنفسه جميع تصرفاته حتى السلبي منها ..
كم مرة أسأنا الظن بالآخرين ونعتناهم بأقبح النعوت ، ثم نكتشف العكس تماماً ؟ ورغم ذلك تأخذنا العزة بالإثم فلا نعترف بالخطأ ..
الله تعالى حذرنا من سوء الظن فقال : ( اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) .
وربّانا الرسول الكريم على تقديم حسن الظن على سيئه في جميع الأوقات ، فقال : ( اتخذ لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد فقل لعله نسي ) .
فهلا توقفنا عن سوء الظن بالآخرين ، لنبدأ بحسن الظن من اليوم فصاعداً ونريح أنفسنا من تأنيب الضمير ، ولنستمتع بالقراءة وأكل الحلوى