بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة البائسة هي حياة الجمود و السلبية و الانكفاء على الذات و اللهث وراء مطالب النفس و رغباتها ، هكذا تبدو النفس الإنسانية في أقبح الصور حينما تتحلى بالأنانية و حب التملك و الاستزادة منه بشكل غير معقول .. و من تلك الصور صورة الجشع الذي أصبحنا اليوم نعايشه في واقعنا و في بلادنا خاصة .. هذا الجشع هو سبب كبير و رئيس في حالات الفقر و العوز و تكالب الظروف على كثير من أبناء هذه البلاد ، الذين لا يجدون من ينقل لهم صوتًا و لا من يقف معهم و لا من يسعى لإصلاح أمورهم ، في ظل غفلة المسؤول الأول عنهم و تعلقه بدنياه التي أغرقته من رأسه حتى أخمص قدميه ..
ملف الفقر ملف ساخن و صور الفقراء في بلادنا صور بائسة لا يُصدقها إلا من عايش الواقع و الإعلام ضرب أروع الأمثلة في النفاق البذيء الذي اتخذ التطبيل ديدنًا له ، يطبل لصاحب القرار و يسبح بحمده في لؤم و انتفاع شخصي يحكم المصلحة قبل الشرع و قبل العقل و العاطفة .. و الإعلام المحلي أبدع في تصعيد القضايا الهامشية و رفع صوتها و لم يكن يمتلك الحس الوطني ، و الهم المشترك الإنساني ، و قبل ذا و ذاك المنهج الإسلامي الرباني الذي يقف مع الحق ، بل تنكب الطريق و قاطع صوت الحق و صوت الوطن ، بأصوات نشاز تُملى من هنا أو هناك .. لم يقف هذا الإعلام متفرجا فحسب .. بل وقف هادمًا بمعول لا يرحم ، يفكك الترابط و يزيد المواجع و يُهمل الجروح .
ألم يرى إعلامنا و مسؤولونا أصحاب الأعشاش المسكونة ، و جؤار الأطفال و أصواتهم المحزونة ، و قد أعيتهم مرارات الفقر و لذعتهم عذابات الحاجة و قست عليهم الظروف وهم في بلد يستطيع أن يرفه الشعب و يلبي حوائجه الأساسية ، أي حس يشعر به هؤلاء .. و أي وطن يتغى بحمايته الكذبة منهم .!ّ و أي ولاء يُراد من شخص وجد رجال وطنه و إلاعلامه في طليعة الخائنين ..
بعد اليوتيوب لم يعد بوسع مغيبي الحقائق أن يحجبوا حقائق مؤلمة محزنة مبكية ، فكان فضح صنائعهم على نقل مآسي إخواننا الفقراء داخل الحدود السعودية في مقاطع و صور تغني عن ألف تقرير و ألف مقال و ألف دراسة ، و قد اطلعت على مقطع يحكي حالاً مؤلمة لأمرأة أجرى معها اللقاء الإعلامي عبدالرحمن الحسين ، هذا المقطع مليء بالألم و القهر ، لن أتحدث عنه و لكن أتحدث عن عنوانه الغريب ( مقولة ..! سعودية تتمنى أكل لحم حمار ..! ) .! نعم يا صاحب العنوان .. هذا شيء معقول إذا علمت مقدار الأنانية في من أوكل إليه الأمر ، و ضعف الرقابة و انعدام المحاسبة ، و خيانة الإعلام المنافق المنزلف للوطن و لأبناء الوطن ..
إنني أعتبر هذا الملف هو الأكثر سخونة ، وهو الأكثر حساسية ،
و هو الأخطر على أصحاب الكراسي ، و أصحاب الإعلام ،
و لكن حسبنا الله و معم الوكيل و قاتل الله الخونة ...
صدق الله القائل (
إن الله لا يهدي كيد الخائنين ) ..
::: أخيراً :::