ها قد عدت أخي ..
فأبدأ معك بتعريف من فهمي إن صح عن البطانة .. فأقول :
إن البطانة هي عكس الظهارة أو الظاهر كما يكون المعنى في تسمية راحة اليد بالباطن وأعلاه بالكف .. فالباطن هو كل ما خفي عنا أو أخفي . فالأرض لها باطن .. كما أن للسماء بطانها .. ولرحم المرأة باطن قد يلتهب ، ويعرف ببطان الرحم .. كما أن لنا بطون عكسها الظهر .. ولقول الحبيب "
ما ملئ ابن آدم وعاءً شر من بطنه " فكان بهذا أن المعدة هي بيت الداء ، ومقر الدواء في الغالب .
هذه مقدمة بسيطة عن البطانة .. أما عن بطانة موضوعك هذا فهي ذات سجون ..!!

وأشد فتكاً إن التهبت .. خصوصاً أنها بطانة في صلاحها وسلامتها تعز أمة بسلطانها وتسلم .. وإن اعتلت فسد الوالي .. وزال حكمه من اعتلال تلك البطانة .. الذين هم في الواقع جلساء ومستشاري هذا الحاكم أو ذاك .
فالذي نراه اليوم من علل واعتلالات في أمتنا الإسلامية .. إنما هي أعراض تظهر إن فسدت سياسة الولاة .. وهذا الفساد الظاهر سببه فساد هذه البطانة أو تلك المتخفية خلف السلاطين .
ولأن موقع البطانة في الأمم موقع حساس مكانه صدر الأمة !! وقريباً من قلبها ألا وهو السلطان .. كان اعتلالها هو أهم علة تصيب الأمم وتفتك بها .
فكما قلت أنت وأنا لك من المؤيدين : بأن انتشار الفساد ، من محسوبيات ، ورشاوى ، وسرق ونهب ... إلخ إلخ من هذا وذاك .
إنما هي أعراض لمرض قد أصاب هذه البطانة .. فبدأ الخلل يظهر على جسد الأمة ..!! وأهم أعرضها هي التي سبقت .. !
لذا فإن صلح جليس الحاكم ومستشاريه فهذا من صلاح الحاكم .. ولتبشر الأمة بصلاح حالها وأحوالها .. !
كما أن صلاح جليسي وجليسك .. إنما هو دليلاً على صلاحنا معاً .
فأسأل الله القدير أن يقيّض لولاة أمر الأمة بطانة خير صلاح .. وأن يجعل من بطاناتهم الهداة المهتدين .
اللهم آمين .