،
الأصحاب خمسة:
فصاحب كالهواء لا يستغنى عنه ..
وصديق كالغذاء لا عيش إلا به ، ولكن ربما ساء طعمه ، أو صعب هضمه ..
وصاحب كالدواء مرٌ كريه ، ولكن لابد منه أحياناً ..
وصاحب كالصهباء تلذّ شاربها ، ولكنها تودى بصحته وشرفه ..
وصاحب كالبلاء ..
أما الذي كالهواء: فهو الذي يفيدك في دينك وينفعك في دنياك ، وتلذك عشرته ، وتمتعك صحبته ،
وأما الذي هو كالغذاء: فهو الذي يفيدك في الدنيا والدين ، لكنه يزعجك أحياناً بغلظته وثقل دمه وجفاء طبعه ،
وأما الذي هو كالدواء: فهو الذي تضطرك الحاجة إليه ، وينالك النفع منه ، ولا يرضيك دينه ولا تسليك عشرته ،
وأما الذي هو كالصهباء: فهو الذي يبلغك لذتك وينيلك رغبتك ، ولكن يفسد خلقك ، ويهلك آخرتك ،
وأما الذي هو كالبلاء: فهو الذي لا ينفعك في دنيا ولا دين ، ولا يمتعك بعشرة ولا حديث ، ولكن لا بد لك من صحبته ..
* علَي الطنطاوي ــ رحمَهُ الله ــ