عرباتٌ تدفقت تشبه الهائج الخضم
و عليها تكومت زمرٌ طيشها احتدم
و على كل قبضةٍ رايةٌ زاحمت علم
حشر الناس تحتها أممٌ إثرها أمم
ماجت الأرض بالورود و داء الفحيط عم
فتساءلت و الأسى يمضغ القلب بالألم
هل فلسطين حررت و قطاف العناء تم
أم بكشمير دمرت قوة الكافر الأذم
أم قضت محنة الجياع و غيث الرخاء تم
قيل لا بل فريقنا فاز في لعبة القدم
أي سخفٍ مدمرٍ عن فساد الشعوب نم
و إلى أي خيبةٍ هبطت هذه الأمم
ألف مليون أصبحوا كغثاءٍ بشط يم
و مصلى نبيهم بيد اللص يقتسم
أنا أقسمت بالذي برأ الكون من عدم
و كسى ثوب عزةٍ كل من بالهدى اعتصم
و رمى مدمن الضلال بسوطٍ من النقم
إن قنعنا بسخفنا أو ركنا إلى النعم
فخطى الخصم ماضياتٌ من القدس للحرم
عندها يندم الجميع يوم لا ينفع الندم