السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كفى يا وسائل الإعلام
فلا تكاد تخلو وسائل الإعلام في طياتها لا سيما الصحف اليومية من عرض ونشر قضايا وجرائم (الإغتصاب) , حتى اعتادت آذاننا على سماعها وللأسف قل استنكارنا لكثرتها ..... وجميعنا لا يجهل أسباب تلك الجرائم (كقلة الوازع الديني , والفساد الإعلامي وتساهل الأهل في مراقبة أبنائهم .......... الخ)
ولكننا نجهل بل نغفل عن أحد اهم أسباب تلك الجرائم ...ألا وهو ( تناقل وتداول وسائل الإعلام للأعداد الكبيرة لتلك الجرائم, وعرضها للاحصائيات السنوية ذات الأرقام المخيفة).
حتى أصبحت بينهما علاقة طردية (كلما زادت في تداول القضايا كلما زادت حالات الإغتصاب)
قد ينكر البعض قولي هذا ... ولكن هل فكرنا مليّا في ذلك؟؟؟ وهل ربطنا بينهما ؟!!!!!
دعوني أوضح ما أقصده :
نجد أن الصحف وغيرها من الوسائل قد تقوم بعرض الجريمة بشكل مفصل وكشفها عن طرق استدارج الضحية , مما قد يؤثر في السامع أو القارئ (خاصة الشباب) ولفت نظره لتلك الطرق واكتسابه لها بمجرد سمعه وقراءته لها , ويكون غافلاً عنها ويجهلها.
وأيضاً نجد أعدادً كبيرة ومخيفة من الإحصائيات التي تعرض سنوياً عن تلك الحالات , التي قد تؤدي بدورها إلى استصغار واستهانة ذلك الامر عند ضعاف النفوس , وللأسف تكون دافعاً لهم في ارتكاب تلك الجرائم .
(يعني يقول أنا مو أول ولا آخر واحد من الآلاف اللي جربوا
)
وقد تتضمن بعض تفاصيل القضايا المنشورة في سطورها من عدم تمكن السلطات من إلقاء القبض على الجاني ومحاسبته ,وهذا قد يؤدي بدوره إلى توليد الايحاءات و الظنون الخاطئة لدى ضعاف النفوس ,كالظن بسهولة الافلات من العقاب الدنيوي .
فلمَ لا تُعالج تلك القضايا عن طريق الجهات المختصة فقط والعمل على كتمانها ؟؟؟؟!!!!
وأي فائدة تُجنى من تناقل الصحف لتلك الجرائم والخوض في تفاصيلها ؟؟؟؟!!!!
ربما قد يخالفني بعضكم , ويبرر هدف الصحف من ذلك , وهو نشر التوعية للأهل أو زجر وردع ضعاف النفوس ومن تسوَل لهم أنفسهم بذلك الأمر , فتكون بمثابة العظة والعبرة لهم ...
ولكننا لا نرى أن الهدف من ذلك قد تحقق , بل حصدنا النتائج العكسية 

والواقع هو الحكم
آراؤكم تهمني
(الحياة مدرسة)