سوء الظن ( علمانيون , ليبراليون , كفرة )
أولا , أبين أنني حيادي بشكل تام و لا أميل إلى فئة على حساب أخرى و لا هدف لي من هذا الكلام إلا فتح باب النقاش , علّ الفائدة تعم , و تشملنا المعرفة .
الكلام كثير , ذلك الذي يدار حول رمي البعض بالعلمانية و اتهامه بالفجر و الفسوق , و تجيير الاتهامات الموجهة لصالح فتاوى علمائنا الأفاضل , بدعوى سد باب الفتنة و العمل على تقويض الذرائع التي ينتهجها ( سأسميهم : المختلفين )
لن أسرد الكثير من الأمثلة , فبدءا من الدكتور عبد الله الغذامي و الشاعر محمد الثبيتي مرورا بغازي القصيبي وزير العمل الحالي و ليس انتهاء بكتاب صحيفة الوطن : الفوزان و عبد الله ثابت و علي سعد الموسى و منصور النقيدان و أخيرا الدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى , و الكثير غيرهم ممن شملتهم لعنة الموجة المضادة ( الاتهام بالعلمانية )
تحيطيني الكثير من علامات الاستفهام و أنا أقرأ ( صوتوا لعزل الملحد آل زلفة من المجلس ) و ( صوت ضد موضوع فلان ) , أو ( ما رأيك بمشعل الفتنة علان ؟ )
لم ؟؟؟؟؟
هل يظن صاحب الاتهام الموجه , أنه بذلك يحمي دعائم الدين ؟
هل يظن أنه بقراره ( شطب ) الآراء الأخرى , و الاحتفاظ برأيه المتفرد , سيحمي مجتمعا ( عاقلا واعيا ) بأكمله , من رأي قال به أحد الأشخاص ؟؟
لا أعتقد أن الدعوات الفردية ( و لا المنظمة حتى ) تفلح في مواجهة مجتمع محصن بكتاب الله و سنة المصطفى عليه أتم الصلاة و السلام ,,
لماذا , ذات يوم , أفاجأ بمن يرسل لي على هاتفي الجوال :
( الكاتب الكافر ، لن أذكر اسمه حتى لا أثير زوبعة , كتب اليوم عن أهمية التغيير في المناهج , أرسل هذه الرسالة حذر بها عشرة من إخوانك , من آراء هذا الآفة الكافرة )
كافر ؟؟؟ بهذه السهولة ؟؟
كافر ؟؟ كيف و هو يصلي في المسجد جماعة , و يقول لا إله إلا الله محمدا رسول الله
( لا يقل أحدكم يصلي رياء , فما كشفنا عما في جوفه )
التريث , التريث ,, قليلا من الصبر أيها الغيورون على دينكم , فبدلا من شتمه و لعنه و بدلا من إهداء هواتفه للناس , كي تقوم بشتمه و لعنه و اتهامه بالدياثة , و بدلا من اتهامه بالإلحاد و الكفر( نسأل الله السلامة ) , اعملوا على نصحه و إرشاده , توعيته , تنبيهه
( جل من لا يسهو بجلاله ) .
هل فكر أحد يوما ما ( ممن يسارعون إلى الرمي بالتهم البشعة ) أن يجرب هدي نبيه عليه الصلاة و السلام , محمد بن عبد الله , سيد الخلق , و أكرم البشر , و قائد المسلمين إلى الجنان , و خير البشرية , لم يكن يوما على هذا الديدن ,,
ملاحظة : هذا المقال بوابة للعقل , من أراد أن يضيف ردا فمرحبا به طبعا , و له مطلق الحرية في اتخاذ الموقف الذي يناسبه , دون أن يطالب أحدا بالتزام وجهة نظره ,,,
|