السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... هل سمعتم بقصة الخياط الذي يخافه الناس؟؟ هذه قصه تحكي عن الخيانه !!!!!!! ذكر أبن كثير في تاريخه أن رجلا من ضعفاء الناس كان له على بعض الكبراء مال كثير فماطله ومنعه حقه وكلما طالبه الفقير به أذاه وأمر غلمانه بضربه فاشتكاه إلى قائد الجند فما زاده ذلك إلا منعا وجحودا قال هذا الضعيف المسكين فلما رأيت ذلك يئست من المال الذي عليه ودخلني غم من جهته فبينما أنا حائر إلى من أشتكي إذ قال لي رجل ألا تأتي فلانا الخياط إمام المسجد .. فقلت ماعسى أن يصنع خياط من هذا الظالم ؟؟؟ وأعيان الدوله لم يقطعوا فيه !!!!! فقال / الخياط هو أقطع وأخوف عنده من جميع من أشتكيت إليه .. فاذهب لعلك أن تجد عنده فرجا .. قال / فقصدته غير محتفل في أمره .. فذكرت له حاجتي ومالي ومالقيت من هذا الظالم .. فقام وأقفل دكانه ومضى يمشي بجانبي حتى وصل إلى بيت الرجل وطرقنا الباب ففتح الرجل الباب مغضبا .. فلما رأى الخياط فزع .. وأكرمه وأحترمه !!!!! فقال له الخياط .. أعط هذا الضعيف حقه فأنكر الرجل وقال ليس له عندي شيء فصاح به الخياط وقال أدفع إلى هذا الرجل حقه وإلا أذنت !!!!! فتغير لون الرجل ودفع إلي حقي كاملا ... ثم انصرفنا .. وأنا في أشد العجب من هذا الخياط .. مع رثاثة حاله .. وضعف بنيته .. كيف إنطاع وإنقاد ذلك الكبير له ؟؟؟؟ ثم إني عرضت عليه شيئا من المال فلم يقبل ... وقال لو أردت هذا لكان لي من المال مالايحصى !!! فسألته عن خبره وذكرت له تعجبي منه فلم يلتفت إلي .. فالححت عليه وقلت لماذا هددته بأن تؤذن ؟؟؟؟ قال قد أخذت مالك فاذهب .. قلت لابد والله أن تخبرني .. فقال إن سبب ذلك أنه كان عندنا قبل سنين في جوارنا أمير تركي من أعالي الدوله وهو شاب حسن جميل ..فمرت به ذات ليله امرأه حسناء قد خرجت من الحمام وعليها ثياب مرتفعه ذات قيمه .. فقام إليها وهو سكران فتعلق بها يريدها على نفسها .. ليدخلها منزله وهي تأتي عليه وتصيح بأعلى صوتها وتستغيث بالناس وتدافعه بيديها .. فلما رأيت ذلك قمت إليه ... فأنكرت عليه وأردت تخليص المرأه من بين يديه فضربني بسكين في يده فشج رأسي وأسال دمي .. وغلب المرأه على نفسها فأدخلها منزله قهرا .. فرجعت وغسلت الدم عني وعصبت رأسي وصحت بالناس وقلت إن هذا قد فعل ماقد علمتم فقوموا معي إليه لننكر عليه ونخلص المرأه منه ... فقام الناس معي فهجمنا عليه في داره فثار إلينا في جماعه من غلمانه بأيديهم العصي والسكاكين يضربون الناس .. وقصدني هو من بينهم فضربني ضربا شديدا مبرحا حتى أدماني .. وأخرجنا من منزله ونحن في غاية الإهانه والذل ... فرجعت إلى منزلي وأنا لاأهتدي إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء .. فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم وتحيرت ماذا أصنع ؟؟ والمرأه مع هذا الفاجر .. فألهمت أن أصعد المناره فاؤذن للفجر في أثناء الليل لكي يظن الخبيث أن الصبح قد طلع فيخرجها من منزله فتذهب إلى منزل زوجها فصعدت المناره وبدأت اؤذن وأرفع صوتي وجعلت أنظر إلى باب داره فلم يخرج منه أحد ثم أكملت الأذان فلم تخرج المرأه ولم يفتح الباب .. فعزمت على أنه إن لم تخرج المرأه أقمت الصلاة بصوت مسموع حتى يتحقق الخبيث أن الصبح قد بان .. فبينما أنا أنظر إلى الباب إذ إمتلأت الطريق فرسانا وحرسا من السلطان وهم يتصايحون أين الذي أذن هذه الساعه ؟؟ ويرفعون رؤؤسهم إلى منارة المسجد فصحت بهم أنا الذي أذنت وأنا أريد أن يعينوني عليه ... فقالوا أنزل !!!! فنزلت فقالو أجب الخليفه .. ففزعت وسألتهم بالله أن يسمعو القصه فأبوا وساقوني أمامهم وأنا لاأملك من نفسي شيئا حتى أدخلوني على الخليفه .. فلما رأيته جالسا في مقام الخلافه إرتعدت من الخوف وفزعت فزعا شديدا فقال إدن .. فدنوت .. فقال لي ليسكن روعك وليهدأ قلبك .. ومازال يلاطفني حتى إطمأنيت وذهب خوفي .. فقال لي أنت الذي أذنت هذه الساعه ؟؟ قلت نعم ياأمير المؤمنين .. فقال ماحملك على أن أذنت هذه الساعه ؟؟ وقد بقى من الليل أكثر مما مضى منه ؟؟ فتغر بذلك الصائم والمسافر والمصلي وتفسد على النساء صلاتهن ؟؟ فقلت يؤمنني أمير المؤمنين حتى أقص عليه خبري ؟؟ فقال أنت أمن .. فذكرت له القصه فغضب غضبا شديدا وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأه فورا فأحضرا سريعا فبعث بالمرأه إلى زوجها مع نسوة من جهته ثقات .. ثم أقبل على ذلك الرجل فقال له .. كم لك من الرزق ؟؟ وكم عندك من المال ؟؟ وكم عندك من الجواري والزوجات ؟؟ فذكر له شيئا كثيرا فقال له ويحك أما كفاك ماأنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله وتعديت حدوده وتجرأت على السلطان ؟؟!! وما كفاك ذلك حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر فضربته وأهنته وأدميته ؟؟ فلم يكن له جواب فغضب السلطان فأمر به فجعل في رجله قيد وفي عنقه غل ثم أمر به فأدخل في كيس وهذا الرجل يصيح ويستغيث ويعلن التوبه والإنابه والخليفه لايلتفت إليه ثم أمر الخليفه به فضرب بالسكاكين ضربا شديدا حتى خمد ثم أمر به فألقي في نهر دجله فكان ذلك أخر العهد .. ثم قال لي الخليفه كلما رأيت منكرا صغيرا كان أو كبيرا ولو على هذا وأشار إلى صاحب الشرطه فأعلمني .. فإن إتفق إجتماعك بي وإلا فعلامة مابيني وبينك الأذان فأذن في أي وقت كان أو في مثل وقتك هذا يأتيك جندي فتأمرهم بما تشاء فقلت جزاك الله خيرا ثم خرجت .. فلهذا لاامر أحد من هؤلاء بشيء إلا إمتثلوه ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه خوفا من الخليفه !!!!
|