[د/ بريدة]

ياحبيبي خذها مني أنا أقولك إن البلى بهم هم وليس بك أنت


ألم يقل الله عز وجل ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه ما تذكر ) الآية ... وهنا أقول لك أنه من نعم الله عليك أنك مللت من طريق الشر بعد هذا الملل ستقف وتفكر في نفسك وإن كنت موفقاً ستسلك طريق الخير ...

الذين هم قضوا عمارهم و أوقاتهم في التفاهات مثل الجلسات اليومية في الإستراحات التي لا فائدة منها ولا ثمرة ثم لم يتذكروا ولم يقفوا مع أنفسهم لحظة واحدة إني أخشئ والله عليهم من الشقاوة والحرمان ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ...

ثم إني أقول لك لاتنظر الى الناس وتقول لما هذا كذا ولما هذا كذا ولما لا يكون كذا وأرى أن مثل هذا التفكير هو من الشيطان وهذا التفكير يجلب الكثير من السلبيات ويجب التخلص من هذه الأفكار وسأضرب لك مثالاً يوضح لك كيف أن مثل هذه الأفكار تثبط الهمم ولا تجعلك تشمر عن ساعد الجد ...

أقول لك الناس جميعاً يعلمون علم اليقين أنهم لو درسوا وصبروا على تحصيل العلم والجد والإجتهاد والمثابرة أنه سينالون المراتب الرفيعة وهذا مما لا شك فيه ولا ريب إذاً لنفرض أن هناك طالب أراد أن يجتهد فلما أقدم وعزم على أن يجتهد أتته مثل هذه الأفكار وقال إنني أرى الغالب من الطلاب لا يجتهدون ولا يثابرون فلِما انا الذي أجتهد وحدي !! لعل المرض والعلة توجد بي وليست بالآخرين ... ثم بعد هذه الفكرة تراخت عزائمة وثبطت همته ... فما رئيك به ؟ وهل منطقه وتفكيره سليم ؟

إن الجواب الصحيح والبديهي أن هذا الذي إستسلم لمثل هذه الأفكار غبي وسقيم العقل والتفكير هذا هو الجواب الصحيح

الحل هو أن تعلم سذاجة هذه الأفكار وعليك أن تعلم أن الله عز وجل قال ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم ) الآية ... إذاً الخطوة الأولى تغيير ما في النفس وذلك بأن تعزم عزيمة صادقة بأن تسلك طريق الخير وتبتعد عن الشر وأهله ...

ولا شك أن هذا يحتاج الى جهاد ولكن تذكر قول الله عز وجل ( والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) العنكبوت :69 قال الإمام بن القيم رحمه الله تعالى علق سبحانه الهداية بالجهاد,فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً,وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى,وجهاد الشيطان,وجهاد الدنيا,فمن جاهد هذه الأربعة في الله,هداه الله سبل رضاه الموصله إلى جنته,ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.

تذكر هذه الآية كلما نويت الرجوع الى طريقك السابق ...

وأقول أخي الكريم أن من الأسباب التي تجعل الإنسان يستمر في طريق الشر هي أنه لا يجد البديل ويكون في الغالب غافل بل الله عز وجل أخبرنا أن الكافر وليس المسلم العاصي لا الكافر أنه كان في أهله مسرور وسعيد قال الله عز وجل ( إنه كان في أهله مسرورا ) الآية ...

لاكن لابد أن يمل من الروتين الذي إعتاده لا بد من ذلك لذلك تجده يغير من إستراحة الى دردشة الى دوران الى تفحيط وهكذا وهكذا حتى ربما يقع في المخدرات بحثاً عن السعادة الموهومة ...

قال الله عز وجل ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) الآية

لا تنسى الدعاء أكثر من الدعاء وأنت ساجد فقد أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد

والله المستعان