[.شـقــ الصمت ــا.]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو: يقول الله تعالى في محكم تنزيله في سورة التوبة آية (65-66) "قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"،كيف يكون ذلك؟ وهل الاستهزاء بأهل الصلاح والخير من العلماء وطلبة العلم والدعاة ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل ملتزم بالدين تشملهم الآية؟ وهل من توبة لمن يستهزئ بالله أو بآياته أو رسله، أو أهل الخير والصلاح؟ بارك الله فيكم، أفتوني مأجورين، وجزاكم الله خيراً.
الجـواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
الاستهزاء كما تدل عليه الآية الكريمة يكون بالله وأسمائه وصفاته، ويكون بالتهكم والسخرية من القرآن، وشخص الرسول – عليه الصلاة والسلام- أو سنته، وهو ناقض خطير من نواقض الإسلام والعياذ بالله، والاستهزاء بأهل الصلاح لصلاحهم الديني، والاستهزاء بالعلماء وطلبة العلم، والدعاة، ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب تدينهم وما في صدورهم من علم الكتاب والسنة، أو بسبب دعوتهم الشرعية، أو احتسابهم الشرعي، كلُّ ذلك من الاستهزاء المشار إليه. وأما التوبة فنعم تصلح لمن استهزأ بشيء مما ذكر على الصحيح من أقوال أهل العلم، وفي الاستهزاء بالله ورسوله – صلى الله عليه وسلم- وسبهما، خاصة وإمكانية التوبة من ذلك خلاف معلوم، وراجع في ذلك الصارم المسلول لابن تيمية، وغيره. والله أعلم.
.