مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 13-06-2011, 12:32 AM   #12
منصوور
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
البلد: السعوديه
المشاركات: 191
إن مولانا سبحانه الرحيم بعباده يحذرهم من النار، ويخوفهم من الوقوع فيها والحبيب الحريص على أمته يؤكد لهم ذلك حتى يبتعدوا عنها ويكونوا من أهل الجنان، أخرج الترمذي: (2585) بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قرأ هذه الآية: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [الأحزاب:102]. قال رسول الله : ((لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم، فكيف بمن يكون طعامه)). اللهم أجرنا من النار. ويمضي النبي محذراً أمته من النار مستعرضاً بعض صور النار لتكون أوقع في النفوس، فتدفعها إلى البعد عنها وترك الأسباب الموصلة لها، أخرج الترمذي: (2591) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((أوقد على النار ألف سنة حتى أحمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى أبيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى أسودت فهي سوداء مظلمة)). والنبي يلفت نظر أمته إلى نار الدنيا، وهي مع عظم شدة حرها وقوته فإنها أمام نار الآخرة صغيرة حقيرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((ناركم هذه التي توقدون جزء واحد من سبعين جزء من حر جهنم)). قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال: ((فإنها فضلت بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها)) [الترمذي: 2589]. والحق أن العاقل لو تمعن في نار الدنيا وتفكر فيها، لهاله ما فيها من الحر، واسمعوا إلى الحبيب وهو يصف لكم كيف يؤتى بجهنم يوم القيامة. أخرجه مسلم: (2842) بسنده عن عبد الله قال: قال رسول الله : ((يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)). وقد أخبر الحق سبحانه بأن لجهنم سبعة أبواب: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْء مَّقْسُومٌ، وهذه الأبواب . ولهذا أخبر سبحانه أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ فِى ٱلدَّرْكِ ٱلاْسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً [النساء:145]. قال ابن عمر – رضي الله عنهما -: أشد الناس عذاباً المنافقون وآل فرعون، ومن كفر من أصحاب المائدة. أخرج مسلم: (2844) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله إذ سمع وجبة – أي سقطة – فقال النبي : ((تدرون ما هذا؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا حجر رُمي به في النار منذ سبعين خريفاً، فهو يهوي في النار حتى انتهى إلى قعرها)). ولهذا كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (أكثروا ذكر النار، فإن حرها شديد، وإن قعرها بعيد، وإن مقامعها حديد) [الترمذي: 4/702]. وأما شرابهم فيها فهو الحميم، أخرج الترمذي: (2582) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((إن الحميم ليصب على رؤوسهم، فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يمر من قدميه، وهو الصهر، ثم يعاد كما كان)). والحر الذي يحس به الناس في هذه الدنيا إنما هو نفس من أنفاس نار الآخرة، أخرج الترمذي: (2592) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله : ((اشتكت النار إلى ربها، وقالت: أكل بعضي بعضاً، فجعل لها نفسين: نفساً في الشتاء، ونفساً في الصيف، فأما نفسها في الشتاء فزمهرير، وأما نفسها في الصيف فسموم)). أخرج مسلم: 2849 بسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال رسول الله : ((يُجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون، وينظرون، ويقولون: نعم هذا الموت، قال: ويقال: يا أهل النار هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبون، وينظرون، ويقولون: نعم هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح، قال: ثم يقال: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت))، قال: ثم قرأ رسول الله : وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلْحَسْرَةِ إِذْ قُضِىَ ٱلأمْرُ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ وأشار بيده إلى الدنيا. إخوة الإسلام: انتبهوا من غفلتكم، واستيقظوا من رقادكم، واحذروا مما حذركم الله منه ورسوله، وخافوا مما خوفكم الله ورسوله، واحذروا النار، واسلكوا من الأسباب ما يبعدكم عنها، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبّهِ سَبِيلاً [المزمل:19]. الحبيب المصطفى والنبي المجتبى الحريص على أمته الرؤوف بها يرشدها إلى ما تفعله لتسلم من النار، ويدلها على الالتجاء إلى مولاها بالدعاء والتضرع، سائلة إياه الفوز بالجنة والسلامة من النار، أخرج الترمذي: (2772) بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله : ((من سأل الله الجنة ثلاث مرات، قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار)). ولهذا احرص – أخي المسلم – على هذا الدعاء في كل أوقاتك، بل إنه ليعلم أمته دعاء آخر، تقوله في الصباح والمساء لتسعد في الآخرة بدخول الجنان، أخرج أبو داود: (5079) بسنده عن مسلم بن الحارث عن رسول الله أنه أسر إليه فقال: ((إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك، ثم مت في ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك، فإنك إذا مت في يومك كتب لك جوار منها)). اللهم أجرنا من النار، وتفضل علينا بالجنان برحمتك يا عزيز يا غفار، ثم صلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير، فقد أمركم بذلك مولانا الكريم: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]
منصوور غير متصل