[align=justify]الشيخ صالح الفوزان يرد على الموسى
من وضعوا لوحات (لغير المسلمين) على الطرق .. يندرجون في التوبة
فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
قرأت مقالاً في صحيفة الوطن الاثنين 27 جمادى الأولى العدد 1739 الصفحة 14 للكاتب: علي سعد الموسى ينفي فيه ما نشر في بعض الصحف ومنها على سبيل المثال صحيفة الوطن الخميس 16 جمادى الأولى 1426هـ تحت عنوان: لقاء أبها للحوار الوطني يدعو إلى تغيير الخطاب الذي يصف غير المسلم بالكافر. وهذا تغيير للفظ الصريح الوارد في القرآن بلفظ غير المسلمين أو لفظ (الآخر) وترك لما ورد في الكتاب والسنة من تسميتهم بالكفار والمشركين والمنافقين، والتحذير من شرهم ومن مخططاتهم - وهذه المحاولة اليائسة لتغيير هذه المسميات ما تزال تتردد على ألسنة كثير من الكتاب بما يسمونه: تغيير الخطاب الديني. وما نسب منه إلى الحوار الوطني طرف مما يدور في الساحة.
وأنا لم أنسبه إلى الحوار الوطني من عندي، وإنما بنيته على ما نشر في الصحف عما جرى في الاجتماع للتمهيد لعقد الحوار الوطني من اقتراح بعض المشاركين لهذا التغيير تأثرا بهذه الدعوات المضللة، وإذا كان ما نسب إلى الحوار ونشر في بعض الصحف غير صحيح ولم يحصل فلماذا لم ينفه القائمون على الحوار؟ - وأنا أرجو أن يكون غير صحيح. ويسير في سلامة الحوار الوطني منه ومن غيره من الأفكار المخالفة لديننا وعقيدتنا، وهذا هو المأمول من المشاركين في الحوار - ثم إن الكاتب استعمل هذا التعبير نفسه في قوله: حوارنا مع الآخر - وهذا من التناقض - ثم أكد ذلك في آخر مقاله حيث قال: ألْفِتُ نظر فضيلة الشيخ إلى اللوحات المعلقة على مداخل المنطقة الحرام بالحرمين الشريفين حيث طريق المسلمين وأخرى لغير المسلمين فهل نحن بهذا اللفظ غيرنا مسمى شرعيا. وهل على هؤلاء الذين وضعوها أن يتوبوا ويستتابوا.
وأقول له:
أولاً: أنت تعلم أن هذا ليس بحجة شرعية على ما تريد. لأن الحجة في الكتاب والسنة وإجماع الأمة، فإذا وضعت لوحة أو لوحات بهذه العبارة فليست حجة.
ثانياً: هذا يتناقض مع تبرئك في أول كلامك من تغيير المسميات الشرعية.
ثالثاً: اللوحات التي على الطرق يقصد بها إرشاد السائرين من مسلمين وغيرهم ولا يقصد بها أن يعمم ذلك في كل الخطابات والمحاورات كما ينادي بذلك أصحاب هذه الفكرة وبين الأمرين فرق واضح.
رابعاً: قوله: وهل على هؤلاء الذين وضعوها أن يتوبوا - نقول له: وهل الذين وضعوا هذه اللوحات معصومون من الخطأ ولا يحتاجون إلى التوبة. والله تعالى يقول: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس توبوا إلى الله فإنني أتوب إلى الله في اليوم أكثر من سبعين مرة). فالتوبة مطلوبة من كل مسلم.
هذا ما أردت إيضاحه على تعقيب الكاتب: علي سعد الموسى. وأسأل الله لي وله ولجميع المسلمين التوفيق لمعرفة الحق والعمل به إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
--------------------
(صحيفة الوطن) الخميس 1 جمادى الآخرة 1426هـ الموافق 7 يوليو 2005م العدد (1742) السنة الخامسة[/CENTER]
|