بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد [ 5 / 517 ]: ((قَالَ مَالِكٌ أَدْرَكْتُ
النّاسَ يَقُولُونَ : إذَا لَمْ يُنْفِقْ الرّجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ فُرّقَ بَيْنَهُمَا ، فَقِيلَ لَهُ : قَدْ كَانَتْ
الصّحَابَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ يُعْسِرُونَ وَيَحْتَاجُونَ ، فَقَالَ مَالِكٌ : لَيْسَ النّاسُ الْيَوْمَ
كَذَلِكَ إنّمَا تَزَوّجَتْهُ رَجَاءً .
ثم قال ابن القيم تعليقا على كلام الإمام مالك : وَمَعْنَى كَلَامِهِ : أَنّ نِسَاءَ
الصّحَابَةِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ كُنّ يُرِدْنَ الدّارَ الْآخِرَةَ وَمَا عِنْدَ اللّهِ ، وَلَمْ يَكُنْ
مُرَادُهُنّ الدّنْيَا ، فَلَمْ يَكُنّ يُبَالِينَ بِعُسْرِ أَزْوَاجِهِنّ ؛ لِأَنّ أَزْوَاجَهُنّ كَانُوا كَذَلِكَ .
وَأَمّا النّسَاءُ الْيَوْمَ فَإِنّمَا يَتَزَوّجْنَ رَجَاءَ دُنْيَا الْأَزْوَاجِ وَنَفَقَتِهِمْ وَكِسْوَتِهِمْ ، فَالْمَرْأَةُ
إنّمَا تَدْخُلُ الْيَوْمَ عَلَى رَجَاءِ الدّنْيَا ، فَصَارَ هَذَا الْمَعْرُوفُ كَالْمَشْرُوطِ فِي الْعَقْدِ
وَكَانَ عُرْفُ الصّحَابَةِ وَنِسَائِهِمْ كَالْمَشْرُوطِ فِي الْعَقْدِ وَالشّرْطُ الْعُرْفِيّ ) .
وأقول أيضاً : المرأة لاتلام على ذلك .
والله المستعان