الزواج رزق من الله:
أما قبولك للشخص المتقدم فننصحك بالموافقة عليه، مادام كفئاً لك - كما تقولين - فقد يترتب على تأخير الزواج بعض المفاسد، ويجب ألا يكون فيه جرح لمشاعر أختك؛ وذلك لأن لكل واحدة منكما قَدَرُها الذي قدره الله لها، فالزواج من الرزق الذي قسمه الله بين عباده؛ قال تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف:32].
وعليك أن تبذلي ما تستطيعينه من الصلة والإحسان إلى أختك؛ ابتغاء مرضاة الله، وأن تتحببي إليها، وتتلطفي معها غاية التلطف، حتى وإن صدتك، ويمكنك أن تستعيني بمن تثق هي به، كي يسدي إليها النصح، واعرضي عليها هذه الفتوى لبيان الحكم الشرعي.
ويجب أن تعلمي أن تأخير زواج البنت - مع رغبتها وحاجتها إليه، ومع وجود الزوج الكفء - نوع من العضل، الذي نهى الله عنه أولياء النساء؛ في قوله تعالى: {فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:232]،
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))؛ رواه الترمذي، فلا مانع - شرعاً ولا عقلاً - من تزويج البنت الصغرى قبل الكبرى.
رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsel...#ixzz1K3i427eY