السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهلا بأخي وعزيزي ( العمود ) .. موضوعك مليء .. ومن أجمل ما قلت :
(( للأسف من موقف واحد فقط يخطئ فيه مستقيماً نحكم على الاستقامة كمنهج بأنه خطأ .. فلا يفرق بين المستقيم كمنتمي للاستقامة ولا الاستقامة كطريق ومنهج ))
ومثل هذا كما ذكرت .. ما يُـقــذف به المستقيمينَ من البعض ( وهم شرذمة قليلون ) بأنهم أي المستقيمون - وبلغة التعميم - ( إرهابيون ومتطرفون و ... ) ..
-----------------------------------------------------
(( من الانتكاسات التي تطغى على المجتمع طغياناً كبيراً وهو ربط الاستقامة على دين الله بكل ( ملتحي ) وجعل مظهر اللحية هي المنطلق الأساس في الحكم على المستقيم بأنه مستقيماً ))
لاخلاف ولانزاع على أن اللحية من أهم مظاهر المستقيم على دين الله تعالى ..
لكن الأمر المرير .. هو تعليق الإستقامة برمتها وبكاملها بـ( اللحية ) لكونها علامة ظاهرة .. وعلى إثر ذلك فلا عجب أن تسمع شخصا ينهال بالسب والشتام ويبدؤ الكره والمساوء على المستقيمين .. بل وقد يصل به الحال إلى التحذير منهم !! .. وعند سؤالك له ومحاورتك إياه .. يقابلك بذكر موقفا حصل له مع أحد الـ( ملتحين ) ويركز في كلامه على لحيته .. فيقول مثلا : أنه طويل اللحية أو كثيف اللحية وفعل كذا وكذا وكذا ... فلا يهمك المطاوعة .. - وقد يكون ذلك الشخص ( الملتحي ) عمل ما يخالف ظاهره كملتحي .. أو قد يكون ممن إستغلها في قضاء ما يريد - ..
وكل هذا سببا في تعليق الإستقامة بـ ( الملتحي ) أو ( اللحية ) بالمستقيم ...
محبكـ : ياسر .
__________________
يقول شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية - قدس الله روحه - :
(إن أكثر بني آدم قد يفعل بعض المأمور به، ولا يترك المنهى عنه إلا الصديقون، كما قال سهل؛ لأن المأمور به له مقتضى في النفس وأما ترك المنهى عنه إلى خلاف الهوى ومجاهدة النفس فهو أصعب وأشق، فقل أهله، ولا يمكن أحداً أن يفعله إلا مع فعل المأمور به، لا تتصور تقوى وهي فعل ترك قط)
[مجموع الفتاوى ج 20 ص 85]
|