[BACKGROUND="100 http://hh7.net/June6/hh7.net_13093520214.jpg"]
باتت طفلتي/ أبجديتي تجيد نطق بعض الكلمات الأدبية وتمشي تارة إلى البلاغة وتسقط تارةً أُخرى ,
ربما أحياناً تمتمت بكلماتٍ لا يفهمها البعض ولكن هي تفهمها وتسعى جاهدةً أن تخرجها من بين شفتيها سليمة!
لعلها تجد بذلك من يستطيع ترجُمة أحاسيسها وفك رموز معانيها المشفرة
طفلتي بريئة , متسرعة , حنونة , تقبع عاطفتها تحت طغيان وحكم العقل
يالها من طفله ! .. كيف استطاعت جمع كل هذا في ذات واحدة ..!
رُبّما غلب على حرفِها حين بَدَت قَنُوط وَبَؤُوس ولكن حَاولتُ كثيراً إزَالة هذا النمط المزعج
ونَجَحتُ بِجَدارة ! كيَف لا وقد جَعلتُ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) نصب عيني
يبدو أنّي أسهبتُ في الحديث و الوصف كعادتي . حسنا ..! سأعود لِما بدأت
كم أتوق لِرؤية أحرفي شابةً يَانعة تُجيِد تنسيقَ حَرفٍ رَاقي وتنسج من خيوط البلاغة أزهى رداءٍ يمكن أن ترتديه الخواطر !
أتوق لرؤيتها تتقن مزج الكلمات و مداعبة سطور الأدب و الإرتماء بأكناف البلاغة .
انتشلني من هذه الامنيات يداها الملوِّحَتان أمام عيناي وكأنها تُسائلُني عمّ أُفكّر به !
إلتَقت عيناي بإبتسامتها البريئة وقالت : ماشَغل بالك ؟
فأجبتها بابتسامةٍ مماثلة وقلت لها : ما يشغلني هو هَوان ما تسطره يداكِ !
ثُمّ لم تنبس ببنت شفه و اكتفت بإمساكها للقلم والنهوض ولم يخفى ذاك الإنكسار الذي يقاومه كبريائها . مضى الوقت ساعةً تلوا ساعة
أخذتُ أُقلّب الأوراق التي أمامي علّي أقضي على هذا السكون الذي يحتويني ولكن سرعان ما اختفى ذاك السكون وعلاه صخبُ صغيرتي ممسكةً بورقةٍ خطتها المشاعر قبل القلم
إنتهيت من قراءتِها وقالت أنا بانتظار رأيك هل مازلتِ ترين عجزَ ما أسطّره !
ولكن لم أجبها لأني سأجعل الرأي لكم أنتم وها أنا سأترنم وأتغنى بما كتبت
أ:...
أبي طالما رأيت الرجال ناقصون أمامك لِمَ لا أعلم ...!
أهو لعظم شخصك أم علو خلقك أم أن مَثلُ كلّ فتاة بأبيها معجبةً هو سبب نظرتي تلك
ولكن الذي أعلمه أنك شخصية متميزة ونادرة بين جَمعِ الرّجال
أبٌ جمع العطف والمحبة والتضحية وجُزلَ النصح وقوة الشخصية
وحرصه على تربيتنا على أكمل وأخلَصِ وجه , ليس ذلك فحسب بل جميع الخصال الطيبة تجسدت بأبي
فلن أنسى حرصه على آداء عمله كما يجب وتراتيله لأيات كريمة في كل يوم
أو مسابقته للجلوس في الصف الأول في المسجد وكيف كان تقبيله لرأس وكفَّي جدي وجدتي
أو كيف كان يخفي الصدقة التي يبذلها ويخفيها عن الجميع.
لم يحرمني من شيءٍ قط إلا أقنعني بسبب المنع ,,
منحني ثقة ممزوجةً بإرشاد , زرع بداخلي أخلاق ومبادئ من المهد ولا يمكن أن أتعدى خطوطها الحمراء
في الحقيقه دائماً ما أتحاشى الكتابة عن أبي والسبب أني مهما كتبت ونزفَ الحرف
وعزفتُ على أوتار الأدب سأظل أشعر بإحساس التقصير والإجحاف بإسهاب الحرف وإيصال ما بالقلب .
BRB
أرجو عدم الرد .
[/BACKGROUND]