مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 02-07-2011, 11:53 AM   #4
عالية الهمم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 128
جزاكم الله بمثل مادعوتم
الحديث الثاني:
عن عمر (رضي الله عنه) أيضاً قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمّد أخبرني عن الإسلام؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً"، قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"، ثم انطلق. فلبثت ملياً، ثم قال: "ياعمر أ تدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم". (رواه مسلم)

1/منزلة الحديث:
هذا الحديث وردت فيها مسائل عظيمة تعلقت بالسعادة والشقاء واستحقاق الجنة والنار كما أن هذا الحديث جمع كثيرآ من العلوم والمعارف دخلت تحتها، وأن جميع علماء الأمة على اختلاف فرقهم لاتخرج علومهم التي يتكلمون فيها عن هذا الحديث فقد دل عليها إجمالآ وتفصيلآ.
2/بماذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام؟
فأما الإسلام فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال الجوارح الظاهرة من القول والعمل
3/ هل يدخل في مسمى الإسلام جميع الأعمال الظاهرة؟
نعم ، ومما يدل على أن جميع الأعمال الظاهرة تدخل في مسمى الإسلام قوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)
4/ هل ترك المحرمات يدخل في مسمى الإسلام؟
نعم، ويدل على ذلك كما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه)
5/بماذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان؟
أما الإيمان فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتقادات الباطنة.

6/ ذكر العلماء للإيمان بالقدر درجتين؟
إحداهما: الإيمان بأن الله تعالى سبق في علمه مايعمله العباد من خير وشر وطاعة ومعصية قبل خلقهم وإيجادهم.
ثانيهما: إن الله خلق أفعال العباد كلها من الخير والشر والكفر والإيمان والطاعة والعصيان وشاءها منهم، فهذه الدرجة يثبتها أهل السنة والجماعة ، وتنكرها القدرية ،أما الدرجة الأولى أثبتها كثير من القدرية ونفاها غلاتهم كمعبد الجهني.
7/ هل تدخل الأعمال الظاهرة في مسمى الإيمان ؟
الأعمال الظاهرة تدخل في مسمى الإيمان ، وأنكر السلف على من أخرج الأعمال من الإيمان إنكارآ شديدآ.
8/ أدلة من قال أن الأعمال الظاهرة داخل في مسمى الإيمان؟
وقد دل على دخول الأعمال في الإيمان نصوص شرعية كثيرة
قوله تعالى : {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانآ وعلى ربهم يتوكلون* الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون*أولئك هم المؤمنون حقآ)
ومن السنة:في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أوبضع وستون شعبة فأفضلها قول لاإله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،والحياء شعبة من الإيمان)
9/ أعطى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الباب معنى للإسلام ومعنى آخر للإيمان مع أنه جمع بين معنى الإسلام والإيمان في لفظ أحدهما في أحاديث أخرى، فكيف تُفهم النصوص في ضوء بعضها؟
وأما وجه الجمع بين هذه النصوص وبين حديث سؤال جبريل عليه السلام عن الإسلام والإيمان وتفريق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما وإدخاله الأعمال في مسمى الإسلام دون الإيمان فإنه يتضح بتقرير أصل وهو أن من الأسماء مايكون شاملآ لمسميات متعددة عند إفراده وإطلاقه, فإذا اقُرن ذلك الاسم بغيره صار دالآ على بعض تلك المسميات، والاسم المقرون به دالآ عل باقيها، ومثال هذا كاسم الفير والمسكين فإذا أفرد أحدهما دخل فيه كل من هو محتاج،
فغذا قُرن أحدهما بالأخر دل أحد الاسمين على بعض أنواع ذوي الحاجات والآخر على باقيها,
أوما يعبر عنه بالقاعدة (إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا)
10/ بماذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان؟
فسره بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
11/ جاء الإحسان مقرونآ بالإسلام وتارة مقرونآ بالتقوى
المقرون بالإسلام: قوله تعالى: (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه)
المقرون بالتقوى: قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)
12/ مقامات الإحسان؟
أحدهما: مقام الإخلاص:هو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه، فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى.
ثانيهما: مقام المشاهدة:هو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، وهذا هو حقيقة مقام الإحسان المشار إليه في حديث جبريل علبه السلام.*نسأل الله ذلك
13/ معنى أن تلد الأمة ربتها ؟
1/أن تتسع الفتوحات الإسلامية وتنتشر ويكثر التسري حتى تلد الأمة من سيدها الشؤف ذا السلطان ولد يكون شريفآ بشرف أبيه فيكون سيدآ لها
2/ ذكر العلماء أنه يكثر الجهل بالدين ويعم في آخر الزمان حتى إن الرجل يبيع أم ولده فإذا باعها لغيره فيكبر ابنها ولايعرفها فقد يشتريها.
14/مالعلامات التي ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة ؟
1/ أن تلد الأمة ربتها.
2/أن ترى الحفاة العراة العالة.
15/ مالجامع بين العلمتين؟
1/ كلاهما من علامات الساعة الصغرى
2/ إشارة إلى إنقلاب الموازين
16/ معنى التطاول في البنيان؟
تشييد المباني وكثرة ارتفاعها
أي أنهم يتباهون بطول البنيان وزخرفته وإتقانه


تم بحمد الله
لاتنسون من دعواتكم حفظكم الله
نسأل الله أن يزيدنا علمآ وعملآ
الداعية إلى الله
__________________
رمضان ..
( تلك الأيام المعدودات فرصة لتقويم الأولويات وترتيبها،

والسعي إلى تحقيق الغاية العظمى من وجودنا في هذا الكون ..)


*أسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان ونحن في أحسن حال*
عالية الهمم غير متصل