كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
مرحبا أختي الكريمة , ويسعدني إجابة أسئلتك القيمة , وسؤالك مكتوب هنا باللون الأحمر :
_ ما هو إعراب الجمل الاعتراضية ؟ قرأت أن لا محل لها من الإعراب لكن كيف تكتب ؛ بالرفع أم النصب أم الخفض ؟
الجمل الاعتراضية لا محل لها من الإعراب , وتكتب كما تكتب أي جملة , نحو : قال عمر – رضي الله عنه : ... , فجملة ( رضي الله عنه ) اعتراضية قُصد بها الدعاء ..
وليس لها محل من الإعراب .
وإعراب الجمل إعراب محلي وليس لفظيا , بمعنى أن الجمل التي لها من الإعراب لا يظهر عليها الرفع أو النصب أو الخفض , بل الإعراب يكون محليا معنويا فقط نحو :
أقبل زيد يجري ,, فجملة ( يجري ) في محل نصب حال , ومع ذلك فالنصب لا يشاهد هنا , لأنه محلي , أي أن محل الجملة النصب .
ونحو : الله يعلمُ حيثُ يجعلُ رسالته : جملة ( يعلمُ ) - المكونة من الفعل والفاعل ( الضمير المستتر في الفعل ) - في محل رفع خبر , ورفع الفعل ( يعلم ) ليس لأنه خبر , ولكنه لأنه لم يسبق بناصب أو جازم ..
وجملة ( يجعل ) من الفعل والفاعل في محل خفض بالإضافة , لأن ( حيثُ ) مضافٌ إلى الجملة بعده .
_ كيف نعرف أن الهمزة على الألف مع علامة الكسرة ، أو تحت الألف ؟
الهمزة إذا كانت تكتب على ألف فإنها تكون فوق الألف إذا كانت مفتوحة أو مضمومة نحو : أحمد , أُمامة , وتكون تحت الألف إذا كانت مكسورة نحو : إخوة , إحسان , إيمان , الإحسان , الإسلام , الإخوة ...
_عندما أحتار في موقع الكلمة من الإعراب – ولا يسعفني علمي بقواعد النحو العامة – أضعها في محل نصب من باب أنه الغالب ، فهل تصرفي صحيح ؟ أم أن الرفع هو الغالب ؟
عليك أن تجتهدي في معرفة موقع إعراب الكلمة , وإن تعسر عليك فالزمي التكسين فهو أخف الضررين , وليس صحيحا اللجوء إلى النصب أو الرفع اعتباطاً , لأن كلا منهما له مواضعه التي تخصه .
صحيح أن النصب أكثر في العربية ( بحكم أن المنصوبات أكثر عددا ) , لكن المرفوعات أكثر ورودا في الكلام , لأنه لا يمكن أن تخلو الجملة العربية من اسم مرفوع أبدا , لكنها قد تخلو من المنصوب .
والاسم المرفوع الذي لا يمكن أن تخلو منه الجملة قد يكون اسما ظاهرا نحو : جاء الرجلُ , وقد يكون ضميرا مستترا نحو : انطلِقْ ,,, أي : أنتَ .
_ أقرأ أحياناً ( ربي ) وأحيانا ( ربِ ) وكلاهما في بداية الكلمة أو منادى ؛ فما الصحيح مع ذكر السبب ؟ أيضاً ( أن لا ) أم ( ألّا ) ؟
( ربي ) لا تحذف ياؤها إلا في موضع النداء , والنداء يفهم من السياق حتى ولو لم تذكر ( يا ) النداء , نحو : ربِّ اغفر لي , ويجوز إثبات الياء في النداء نحو : يا ربي ارحمني , والأكثر حذفها , ولم ترد في القرآن إلا محذوفة ( حسب علمي ) .
أما إن كانت ( رب ) غير منادى فيجب إثبات الياء , فتقول : ربي الله , يحفظك ربي , وفي القرآن : " قال : ربي أعلم بما تعملون " فربي فالآية غير منادى , بل هو مبتدأ مرفوع , وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الباء منع من ظهرها حركة مناسبة الياء ..
أما ( أن لا ) و ( ألا ) فهو خاضع لنوعية ( أنْ ) , فإن كانت مصدرية ناصبة للفعل المضارع فتدغم مع ( لا ) نحو : ما منعك ألا تسجدَ إذ أمرتك ,, أصلها : أنْ لا .
ونحو : يسرني ألا تؤخرَ الصلاة عن وقتها .
وأما إن كانت ( أن ) مخففة من الثقيلة فتفصل عن ( لا ) نحو : أشهد أن لا إله إلا الله ,, وأجاز بعضهم الفصل والوصل في الموضعين دون تحديد ..
_ رجعتُ إلى بعض مواضيعك أقرأها من باب تقويم اللسان بالقراءة وأُشكل علي أمران (أخي أبا ريان أشكرك على كلامك ) أليست ( أبو ريان ) ؟ و ( لا تظلموا شركة الكهرباء فإن لها مقاصدَ حسنة ) لماذا بالنصب وليس الرفع ؟
سبق أن أشرت إلى شيء من هذا , وهو أن قولي : أخي أبا ريان .. أسلوب نداء ولو لم أذكر حرف النداء , وأصله : يا أخي أبا ريان .. فأبا : بدل من أخ , وهو منادى منصوب , فيجب نصب ( أبا ) لأن الأسماء الخمسة تنصب بالألف .
أما ( فإن لها مقاصدَ حسنة )
مقاصد هنا : اسم ( إنّ ) مؤخر , والجار والمجرور ( لها ) خبر إن مقدم , واسم ( إن ) منصوب كما تعرفين , وهذا الأسلوب كثير في كلام العرب وفي القرآن الكريم , أي : أن يكون اسم إن مؤخرا منصوبا وخبرها جارا ومجرورا أو ظرفا مقدما ,, نحو : " إن في ذلك لعبرةً " " إن لدينا أنكالاً وجحيماً " " إن في ذلك لآيةً " " إن في السموات والأرض لآياتٍ للمؤمنين "
_ في قولنا ( خلق الفتاة وأدبها وسماحتها من شأنه أن يرفع قدرها ) ؛ (من شأنه ) هل هي صحيحة أم نقول ( من شأنها ) عبرة بقولنا ( وسماحتها ) أو نقول ( من شأن ذلك كله ) ، وأريد قاعدة عامة في الجمل التي على هذا الشكل .
يجوز الوجهان , لأن قولك: من شأنه , الضمير هنا يعود على ثلاثة أشياء :
الخلق والأدب والسماحة , اثنان مذكران , وواحد مؤنث ,
فتقولين : من شأنه تغليبا للتذكير على التأنيث , وتغليبا لجانب الإفراد على الجمع , كأن الضمير عائد على ( الخلق ) فقط , وما بعده تابعٌ له .
ويحوز التأنيث ( من شأنها ) لأن الكلمات المذكورة غير عاقلة , وحينئذ يعود الضمير في الجمع عليها بالتأنيث , وتكون الجملة هكذا : من شأنها أن ترفع قدرها ..
ويجوز أن تقولي : من شأن ذلك كله ,,
وأجمل من هذا كله أن تغيري أسلوب الجملة , فتصاغَ بشكل أفضل , فتقولي :
خُلقُ الفتاة وأدُبُها وسَمَاحتُها ترفعُ قدرها , وتعلي مكانتها .. الخ .
وتكون جملة ( ترفع ) في محل رفع خبر المبتدأ ( خلق ) وما عُطف عليه .
هذا ما لدي من إجابة , وإن كان من نقص أو عدم فهم للسؤال , فأنتظر بيانك أكثر .
والله تعالى أعلم وأعلى وأحكم .
وصلى الله على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|