مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 19-07-2011, 10:16 PM   #2
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537

شكرا لك أختي الكريمة على التعليق , وأسأل الله العون والسداد .


أما قولك :
اقتباس
هذا الذي يشتتني في القراءة ( نية الكاتب ) فعندما أحاجّه في قاعدة نحوية أعلمها يقابلني بأخرى صحيحة ، مثلاً هنا ؛ على أي أساس عوملت ( مقاصد ) بأنها اسم إنّ وليس خبرها ؟!


أعيذك بالله من التشتيت أولاً .

ثم لتعلمي يا أختي الكريمة أن الجملة كالتالي : ( فإن لها مقاصد حسنة )

وأنتِ تعلمين أن ( إنَّ ) وأخواتها تدخل على المبتدأ والخبر , والمبتدأ هو اسمها , والخبر هو خبرها .

ولو حذفنا ( إنَّ ) من الجملة السابقة لأصبحت : لها مقاصدُ حسنة .

فنحن بدأنا بالجار والمجرور ( لها ) ,
وهنا سؤال : هل الجار والمجرور يصلح أن يكون مبتدأ ؟؟؟؟

الجواب : كلا , فالجار والمجرور لا يصلح مبتدأ أبدا , لأن المبتدأ كلمة واحدة , ولا يكون جملة ولا شبه جملة .
إلا في حالات نادرة يكون حرف الجر زائدا نحو : بحسبك درهم , وهل من خالق غير الله ..

ونحن لا نتكلم على حرف الجر الزائد , وإنما نتكلم عن الجار والمجرور الأصليان كما في جملتنا : لها مقاصد ..

إذا اتفقنا على أن ( لها ) لا تصلح أن تكون مبتدأ , فأين المبتدأ إذن ؟

الجواب : هو كلمة : مقاصد , مبتدأ مؤخر مرفوع , والجار والمجرور قبله خبر

س : هل لهذا نظير في اللغة ؟

ج : نعم , وهو كثير جدا , أن يكون الخبر جارا ومجرورا مقدما على المبتدأ , وهو في القرآن كثير أيضا , ومنه : " لله ملكُ السموات والأرض " للذكر مثلُ حظ الأنثيين " " فلأمه السدسُ "

فإذا دخلت ( إن ) على الجملة المقدم خبرها على اسمها بقي الاسم مؤخرا وتم نصبه لأنه اسم إن , والحكم فيه النصب , فنقول : في الدار ضيفٌ : إن في الدار ضيفاً ,,
عندي كتابٌ : إن عندي كتاباً ,,

وعلى هذه القاعدة جاء قولي : إن لها مقاصدَ ,

فمقاصد : اسم إن مؤخر , ولها : خبر إن مقدم , ولا يصلح الجار والمجرور مكان الاسم أبداً .

أرأيتِ أختي الكريمة أن المسألة ليست مبنية على هوى المتكلم أو نيته , وإنما على قواعد وأسس علمية يعرفها أهل الفن , وكل مشتغل في العلم .

أما الطلب فقريبا إن شاء الله .

والسلام عليك .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل