قدم الله في سورة عبس ذكر الوجوه المسفرة على الوجوه التي وصفها بالغبرة والقترة، بعكس ما وقع في سورة النازعات من تقديم أهل الهوى على أهل الهدى، حاول أن تتأمل الحكمة،وسر التقديم المذكور؛ لأن سورة عبس أقيمت على عماد التنويه بشأن رجل من أفاضل المؤمنين، والتحقير لشأن عظيم من صناديد المشركين، فكان حظ الفريقين مقصودا مسوقا إليه الكلام، وكان حظ المؤمنين هو الملتفت إليه ابتداء، وأما "النازعات" فقد بنيت على تهديد المنكرين للبعث، فكان السياق للتهديد والوعيد وتهويل ما يلقونه يوم الحشر. [ابن عاشور]
|