مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 24-07-2011, 11:30 AM   #30
حايط أهلي
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
البلد: ماليزيا
المشاركات: 39


الحكمة من النهي عن التشبه
النهي من التشبه بهم قطعاً للطرق المفضية إلى محبتهم ، والميل إليهم ، وما ستتبعه ذلك من مفسدة استحسان طريقتهم ، وتقليدهم ، والسير بسيرتهم ، إذ من المعلوم أن المشابهة لهم في أي شيء تورث نوع تناسب وتقارب كما تقضي بذلك الطبائع والفطر بين الطرفين .
(2) أن في النهي عن التشبه بالكفار محافظة على سيادة هذه الأمة وتفردها وكمالها ؛ لأن تقليدها لغيرها مما ينافي ذلك بلا شك ، وهذا التقليد للأمم الأخرى – إذا حدث – إنما يحدث في أحد أمرين فهو : إما أن يكون في باب الديانة والعبادة ، وفيه حينئذ إظهار لدين هؤلاء الباطل على حساب الإسلام ، وليس أضر على الأمة من ضعف تعظيمها لدينها واعتزازها به ، وإما أن يكون لعاداتها ، وصفاتها الأخرى ، وفي ذلك مهونة للأمة ، وذلة لأفرادها ، فلذلك كان بقاء الأمة بعيدة عن هذا من أعظم ما يفرض هيبتها ، ويظهر عزتها لأفرادها ، وللأمم الأخرى من أعدائها .
(3) إن أعمال الكفار التي ينفردون بها على اختلاف فئاتهم ، لا تسلم من النقص والخلل ؛ بل النقص ملازم لها ولابد ، وترك التشبه بها والحالة هذه سلامة مما لم يصاحب أعمالهم من النقص والخلل .
(4) إن في ترك مشابهة الكفار تحقيقاً لمعنى البراء منهم ، وبغضهم في الله تعالى ، إذ به تنكسر قلوبهم ، بخلاف ما تحدثه مشابهتهم من تقوية نفوسهم وإسعادهم بذلك ، وزيادة إصرارهم على باطلهم .
(5) إن النهي عن مشابهة الكفار ، يفضي إلى تحقيق مراد الشرع بتمييز الكفار عن المسلمين ليعرفوا ، إذ لهم أعمال خاصة ، وألبسة خاصة ، وعادات خاصة .
فلا يلتبس أمرهم على الناس ، فيخدع بهم من لا يعرفهم ، ولكي لا تتاح لهم الفرصة التي يبثون من خلالها سمومهم بسبب غياب ما يميزهم عن المسلمين ، ويساعد على إبقاء الحاجز النفسي بينهم وبين المسلمين .

علاج مشكلة التشبه

ومما يعين على علاج هذه المشكلة:
1/الاعتناء بغرس عقيدة الولاء والبراء لدى الناشئة .
2/إبراز الوجه الآخر من حياة العالم الغربي.
3/غرس الاعتزاز بالأمة وتاريخها لدى الشباب.
4/بيان مخاطر التشبه بالكفار وأثره على عقيدة المسلم وسلوكه.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود (اللباس / 3512) قال الألباني في صحيح أبي داود : حسن صحيح . برقم (3401)
قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَالْعَلْقَمِيّ : أَيْ تَزَيَّى فِي ظَاهِره بِزِيِّهِمْ , وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيهمْ فِي مَلْبَسهمْ وَبَعْض أَفْعَالهمْ اِنْتَهَى . وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ مَنْ شَبَّهَ نَفْسه بِالْكُفَّارِ مَثَلا مِنْ اللِّبَاس وَغَيْره , أَوْ بِالْفُسَّاقِ أَوْ الْفُجَّار أَوْ بِأَهْلِ التَّصَوُّف وَالصُّلَحَاء الأَبْرَار ( فَهُوَ مِنْهُمْ ) : أَيْ فِي الإِثْم وَالْخَيْر .
قَالَ شَيْخ الإِسْلام اِبْن تَيْمِيَّةَ فِي الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم : وَقَدْ اِحْتَجَّ الإِمَام أَحْمَد وَغَيْره بِهَذَا الْحَدِيث , وَهَذَا الْحَدِيث أَقَلّ أَحْوَاله أَنْ يَقْتَضِيَ تَحْرِيم التَّشَبُّه بِهِمْ كَمَا فِي قَوْله { مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } وَهُوَ نَظِير قَوْل عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ قَالَ : مَنْ بَنَى بِأَرْضِ الْمُشْرِكِينَ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوت حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة فَقَدْ يُحْمَل هَذَا عَلَى التَّشَبُّه الْمُطْلَق فَإِنَّهُ يُوجِب الْكُفْر , وَيَقْتَضِي تَحْرِيم أَبْعَاض ذَلِكَ , وَقَدْ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ مِنْهُمْ فِي الْقَدْر الْمُشْتَرَك الَّذِي يُشَابِههُمْ فِيهِ , فَإِنْ كَانَ كُفْرًا أَوْ مَعْصِيَة أَوْ شِعَارًا لَهَا كَانَ حُكْمه كَذَلِكَ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ التَّشَبُّه بِالأَعَاجِمِ , وَقَالَ : " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " وَذَكَرَهُ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى . وَبِهَذَا اِحْتَجَّ غَيْر وَاحِد مِنْ الْعُلَمَاء عَلَى كَرَاهَة أَشْيَاء مِنْ زِيّ غَيْر الْمُسْلِمِينَ . أهـ . انظر عون المعبود شرح سنن أبي داود .

حايط أهلي غير متصل