عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: ~ كن كالنخل مرتفعا ~
المشاركات: 1,737
|
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها كبير المحايدين |
 |
|
|
|
|
|
|
المقامة الرمضانية
قَالَ لِي صَدِيقِي حَرِيصُ بنُ نَافِع : ألستَ ترى تَسَارُعَ الأَيَّامِ ؟ وتَقَارُبَ الشُّهُورِ والأعْوام ؟ بالأَمْسِ وَدَّعْنا رَمَضَانَ , واليومَ نَسْتَقْبِلُهُ وكَأَنَّ شَيئاً مَا كَان ؟
فَقلت : بَلى يا صَديقِي , ويا صَاحِبِي ورَفِيقِي , فالحياةُ دُولابٌ عَاجِل , والدُّنْيا ظِلٌّ زَائِل , وليسَ لَنا إلا العَمَلُ الصَّالِح , ومَن اتَّقَى الله فَهْو السَّعِيدُ الفَالِح .
قال حَرِيص : صَدَقْتَ يا أخِي العَزِيز , وقُلْتَ الكَلامَ الصَّحِيحَ بأُسْلُوبٍ وَجِيز .
فقلتُ له : مَا تَقُول في رَمَضَان ؟ ومَا عِنْدَكَ مِنْ كَلامٍ في استِقْبالِ شَهْرِ القُرآن ؟.
فقال بِسَعَادةٍ تَعْلُو مُحَيَّاه , وابْتِسَامَةٍ تَفْتَرُّ عَنْها ثَنَايَاه :
ازْدَانَتِ السَّماءُ بالرِّضْوان , وتَزَيَّنَتْ الأرْضُ لِرَمَضَان , واسْتَعَدَّ الصَّالِحُونَ لِلْحَياةِ الرُّوحِيَّة , وأقْبَلَ الْمُؤمِنُونَ إلى شَهْرِهِمْ بِأَنْفُسٍ خَفِيَّة , تَسْمُو عُقُولُهُم إِلى خَالِقِها , وتِخْفِقُ قُلُوبُهُم إلى رَازِقِِها , إنَّهُ شَهْرُ الصَّوْمِ قَدْ أَقْبَل , وزَمَانُ الْخَيْراتِ أَطَلَّ بِوجْهٍ أَجْمَل .
فقلت : مَاذا نَفْعَلُ فِي رَمَضَان ؟ ومَاذا عَلَيْنَا مِنْ حَقٍّ وسُلْطان ؟
فقَالَ : نَصُومُ النَّهَارَ بِلا إِفْطَار , وتَخْضَعُ نُفُوسُنا لِلْخَالِقِ الْجَبَّار , ونَقُومُ الّليلَ بِصَلاةِ التَّراوِيح , ونَقْرَأُ القُرآنَ تَحْتَ ضَوْءِ الْمَصَابِيح .
فَقُلْتُ : وَمَا يَكُونُ الصِّيام ؟ ومَتَى يَكُونُ القِيام ؟
فقالَ : الصَّوْمُ أنْ تُمْسِكَ عَن الطَّعَامِ الْمُبَاح , وعَنْ شُرْبِ الماءِ القَرَاح , وتَجْتَنِبَ مُعَاشَرَةِ الزَّوْجِ البَارِعَة , حَتّى تَغِيبَ الشَّمْسُ السَّاطِعَة , فإذا جَنَّ الَّليْلُ بِظَلامِه , أُحِلّ لَكَ الرَّفَثُ مَعَ أَهْلِكَ بِتَمَامِه .
وأمَّا القِيَامُ فَصَلاةُ التَّرَاويحِ مَعَ الإمَام ,وفي العَشْرِ الأَوَاخِرِ تَهَجُّدٌ فِي الْمَسَاجِدِ والنَّاسُ نِيام , ولا بَأْسَ مِنْ حُضُورِ النِّسَاءِ الذِّكْر , بِشَرْطِ أَنْ يتَطَهَّرْنَ مِنْ دَنَسِ العُذْر .
وأَيُّما امْرَأةٍ جَاءَها الْمَحِيضُ , فَعَلَيْها الفِطْرُ والتَّعْويضُ , ومَنْ سَافَر بَعْدَ الفَجْر , فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر , ومَنْ كَانَ مَرِيضاً لا يَقْدِر , فَالفِطْرُ جَائِزٌ لَهُ بِالشَّرْعِ الْمُطَهَّر .
وعَلى الصَّائِمِ أَنْ يَحْفَظَ صَوْمَهُ مِن الَّلغْوِ والرَّفَث , وأَنْ يَكُونَ طَيِّبَ النَّفْسِ بِلا خَبَث , ومَنْ سَمِعَتْ أُذُنُهُ لَغْوَ شَاتِم , فَلْيَقُلْ : اللّهُمَّ إِنِّي صَائِم , وقِرَاءَةُ القَرْآنِ فِي نَهارِ الشَّهْر , عِبادَةٌ يُجْزِلُ لَهَا الرَّحْمنُ عَظِيمَ الأَجْر , ومَنْ نَسِيَ الصَّوْمَ فَشَرِبَ أَوْ أَكَل , فَلا تَثْرِيبَ عَلَيهِ أَكْثَرَ أو أَقَلّ .
هَذا هُوَ رَمَضَانُ يا فَتَى , يَنْقَضِي وَكَأَنَّهُ مَا أَتَى , والسَّعِيدُ مَنِ اسْتَغَلَّ أَيَّامَهُ ولَيالِيه , والشَّقِيُّ مَنْ حُرِمَ الْخَيْرَ فِي أَجْمَلِ مَعَانِيه .
فَقُلْتُ لَه : قَدْ أَحْسَنْتَ القَوْلَ يَا صَاحِِب , وأَنَرتَ لِي الطَّرِيقَ اللاحِب , وَبَيَّنْتَ الْحَقَّ لقارئٍ وسَامِع , وأَظْهَرْتَ الصَّوَابَ بِأَحْكَامِ الشَّهْرِ التّاسِع .. فَأيْنَ الْمُشَمِّرُونَ ؟ وَأَيْنَ الْمُسْتَعِدُّونَ ؟
علي الحامد .
|
|
 |
|
 |
|
الوصايا
بلغت
جزاكم الله خيرا
اللهم نسألك فعل الخيرات ... وترك المحرمات
وحب المساكين ... وأن تغفر لنا ورتحمنا ...
وإن أردت بأهل الأرض فتنة فاقبضنا إليكـ غير خزايا ولامفتونين
__________________
[POEM="type=3 color=#339933 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]
*
فقلت للأبـرار أهـل التـقى والـدين لما اشتدة الكربة
لا تنكـروا أحوالكـم قد أتت نـوبتكـم في زمن الغـربــة[/POEM]
|