[مؤمن آل فرعون]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الجميع خيراً على المشاركة

أيها الإخوة
ليس من اللائق أن يتراشق بعضنا الكلمات السيئة وينتصر لنفسه ، فلم يكن منهج محمد صلى الله عليه وسلم ذلك ، بل ولم يكن منهجه إقصاء الطرف الآخر وفضحه أمام الملأ والقيام بسبه وشتمه مع أن الغالب ممن يحاوره مشرك والاختلاف واقع في الأصول العقدية ، كلنا نعرف سورة فصلت وهي من السور العجيبة ، وقد حدث لمحمد صلى الله عليه وسلم قصة مع أبي الوليد عتبة بن ربيعة حينما قصد النبي صلى الله عليه وسلم بكل ثقة وقد وعد قريشاً أن يأتيهم بما يسرهم ، فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال له بعدما تحدث معه : فاسمع مني اعرض عليك اموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قل يا أبا الوليد أسمع ) فعرض المساومات المشهورة ( إن كنت تريد المال ... وإن كنت تريد الجاه ... وإن كان بك مس ... ) وكل هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يستمع ، فلما انتهى ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم بكل أدب ( أفرغت يا أبا الوليد ؟ ) قال : نعم ، قال : ( اسمع ، بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته ) حتى بلغ قوله تعالى ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) وعتبة قد وضع يديه خلف ظهره معتمدا عليها يستمع له ، فقال عتبة : حسبك حسبك ، ثم عاد إلى منتدى قومه ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلما جلس إليهم قالوا : ما ورائك ؟ يا ابا الوليد ، قال : ورائي أني سمعت قولاً والله ما هو بالسحر ولا بالشعر ولا بالكهانة ، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها لي خلوا بين الرجل وبين ماهو فيه فاعتزلوه فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنت أسعد الناس به ، قالوا : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ، قال : هذا رأييي فيه فاصنعوا مابدا لكم .
أدع لكم أيها الإخوة قطف الفوائد من هذه الحادثة .
إن قطفتَ أخي القارئ عددا من الفوائد ، فقد قطفتُ موقفا غريبا ، وهو موقف الكبر عند عتبة ( حينما قام من مجلس قومه ، وهو الذي سيقنع محمدا ، وفي النهاية لم يرجع بدون إقناعه وإنما رجع هو مقتنعا ، ويظهر ذلك من تعابير الوجه ومن كلامه وخصوصا عندما قال : ( هذا رأييي فيه فاصنعوا مابدا لكم ).

فكيف نجح محمد صلى الله عليه وسلم في إقناع عتبة ؟ ( مساحة للتفكير )

أيها الإخوة
الحديث عن المرأة ، والاستهزاء ببعض مظاهر الحشمة ، بدون أي تأصيل علمي ، بل والتندر ممن يتحدث عن الحشمة حديث غير مفيد .

حفظم المولى جل وعلا


أخوكم مؤمن آل فرعون