مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 12-08-2005, 11:51 PM   #3
حفيد اعقيل
مجرد عضو ..
 
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: في بريدة دار العز ,,
المشاركات: 5,389
أريد أن أسألك عن حكم صلاة الجماعة في المسجد , هل هي واجبة؟

الجواب
أما صلاة الجماعة فواجبة عند طوائف من السلف كابن مسعود، وأبي موسى – رضي الله عنهما - وعطاء، والأوزاعي، وأبي ثور، وهو مذهب أحمد ، ومال إليه الشافعي كما في (الأم 1/ 180)، وهو مذهب داود الظاهري وغيره ، واختاره جمع من المحققين ، وهو قول عن الحنفية.ويحتج لهم بأدلة كثيرة ، منها: تهديد النبي المتخلفين عن الصلاة أن يحرق عليهم بيوتهم بالنار، كما في الصحيحين، انظر البخاري (644)، ومسلم (651)، وغيرهما.ومنها: عدم إذنه للأعمى ، وهو ابن أم مكتوم – رضي الله عنه - بالتخلف مع كونه معذوراً بعماه، وعدم وجود قائد يلائمه، كما في (صحيح مسلم 653) .ومن أدلته حديث ابن عباس – رضي الله عنهما - :" من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر، " وهو حسن الإسناد عند ابن ماجة (793)، والدارقطني (1/420)، وابن حبان (2064)، والحاكم (928)، ورجح الحاكم وقفه ، وهكذا البيهقي في (السنن الكبرى 3/174)، ومما يدل على وجوبها الأمر بها حتى في حال الخوف كما في سورة النساء [آية : 102].ولم يقل أحد: بأن الجماعة شرط لصحة الصلاة إلا ابن عقيل من الحنابلة، ووجدت في بعض عبارات الشيخ ابن تيمية ما يدل على اختياره لهذا القول.وبالجملة: فالفقهاء مجمعون على فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد، كما ذكره غير واحد، ويستحب أداؤها في المسجد ، بل عمران المساجد فرض إما عيناً وإما كفاية .ولذا يقول الشافعي - رحمه الله - ( كما في المجموع 4/ 93 ) :" فعل الجماعة للرجل في المسجد أفضل من فعلها في البيت والسوق وغيرهما ".وإن كان ذلك أفضل لما فيه من إظهار شعائر الله ، وفضل المشي إلى الصلاة ، وتآلف قلوب المسلمين ، وغير ذلك من المصالح العامة والخاصة.ويقول الحنابلة أيضاً بهذا كما في (كشاف القناع 1 /456 ): وفعلها في المسجد أفضل؛ لأنه السنة ، وحديث " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد " يحتمل : لا صلاة كاملة ، جمعاً بين الأخبار. انتهى كلامه.وهذا الحديث الذي أشار إليه خلق من الفقهاء ضعيف لا يثبت، أخرجه الدارقطني من حديث جابر (1 / 419)، وقال : هو ضعيف، وقال في (الفتح 1/439): ضعيف.ورواه الحاكم في (المستدرك 1/ 373 ) عن أبي هريرة – رضي الله عنه -.ورواه البيهقي في سننه ( 3/ 57 ) عن علي – رضي الله عنه - .وقال في (فيض القدير 3/ 349 ) لم يثبت.وقال في ( 4/ 439 ) ضعيف.وقال ابن الجوزي :" هذا حديث لا يصح ".وذكره في (كشف الخفاء)، وضعف أسانيده ، ونقل كلام الحافظ ابن حجر: أنه ليس له إسناد يثبت وإن اشتهر بين الناس.لكن يمكن أن يكون هذا من كلام علي - رضي الله عنه - أو غيره، كما أشار إلى ذلك ابن حزم وغيره.وانظر (الدراية 2/ 293)، و(التلخيص الحبير 2/ 31 ) ، و(نصب الراية 4/ 412)، وغيرها .
---------------------
الإجابة للشــيخ / سلمان بن فهد العودة ,, حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثوانا
ومثــواه ,,
حفيد اعقيل غير متصل