دفق قلم
حميدان التركي وبلاد الديمقراطية
عبد الرحمن صالح العشماوي
ذلك الشاب السعودي الذي لا يزال محتجزاً في السجن في ولاية كلورادو في أمريكا، قضيّة يجب أن تظلَّ حيَّة في نفوسنا حتى لا ننسى حميدان في خضمِّ الأحداث التي تتجدَّد كلَّ يوم، حميدان مسجونٌ بتهمٍ يؤكِّد المحامي من خلال الجلسات أنّه بريء منها تماماً، وأنّها خارجة من جعبة التلفيق التى أصبحت مليئة بآلاف التُّهم ضدّ كثيرٍ من الأبرياء من المسلمين في أمريكا وأوروبا، وزوجة محجوزة مع أطفالها في منزلها الذي يُعَدّ سجناً لأنّ إقامتها فيه جبريّة وهي امرأة مسلمة ذات قيم ومبادئ، ومع ذلك فقد اعتُقلت وهي ذاهبة بأولادها إلى المدرسة على مرأى من أولادها ومسمع، بصورة يؤكِّد فيها من رآها وعرفها أنّها صورة مناقضة لأدنى حقوق الإنسان التي يتحدّث عنها العالم الغربي، وتصوِّرها للناس الديمقراطية الأمريكية.
خرجت الزوجة بعد دفع مبلغ كبير، وفُرضت عليها الإقامة الجبريّة في منزلها، وقد علمت أنّها ممنوعة من الخروج إلى فناء المنزل، وأنّهم قد وضعوا جهازاً للإنذار إذا خرجت إلى فناء منزلها، وأطفال مروَّعون بسبب هذه الحالة، والشاب حميدان في سجنه، وقد طبلوا منه مبلغاً كبيراً إذا كان يريد الانتفال إلى سجن أفضل.
حالةٌ تدلُّ على تخبُّط واضح في مواجهة الأزمة، وهي حالة جرت على كثير من المسلمين في أمريكا وغيرها، ويبدو أنّها ستظلُّ تجري.
إنّ العدالة هي المطلب الذي يطالب به الجميع، والعدالة لا تتحقَّق مع هذه الطريقة في الاعتقال، وما يتبعه من العنف في التحقيقات، ومن الغرامات المالية الضخمة التي يطالب بها المعتقلون من المسلمين، ومن أبناء المملكة العربية السعودية بصفة خاصة، وكأنّ تلك الغرامات توحي بالرغبة في استنزافٍ مادِّي، فهل أصبحت هذه الاعتقالات من هذا النوع طريقاً للابتزاز المادّي؟
إنّنا نطالب الحكومة الأمريكية بتحقيق ما يُعلن فيها من رعاية حقوق الإنسان، سواء بالنسبة إلى حميدان التركي، أو إلى سجناء قوانتانامو، أو غيرهم من السجناء في العراق وغيرها، أو بالنسبة إلى الشعوب التي ابتليت بشنِّ الحروب عليها في عقر دورها.
لقد شعرتُ بأسى شديد وأنا أقرأ أبياتاً من الشِّعر قالتها زوجة حميدان التركي تعبيراً عن الأزمة الخانقة التي تعيشها هي وزوجها وأبناؤها في بلادٍ يصرِّح بيتها الأبيض بأنّها بلاد الديمقراطية، ورعاية حقوق الإنسان، ولعلّ شدَّة الصدمة، وفظاعة الموقف، ومرارة تلفيق التُّهم هي التي فجَّرت الشِّعر في وجدان أم تركي حيث تقول:
ناشدت أهل البر والإيثار
ناشدت أمة سيِّد الأبرار
ناشدت من عرفوا بصدق عزيمة
قومي رؤوس المجد والإكبار
أنا بنت نجدٍ بوركت وتهلَّلت
من أهلها ذي السادةِ الأخيار
قد كبلونا بالحديد وإنني
أحييت ليلي بالدُّعا ونهاري
ورُميت واويلاه في سجن العنا
ورموا بزوجي خلف ذعر جدار
قد رَنَّ في أذني بكاء أحبتي
خمسٍ من الأطفال في الأسحار
باتوا بلا أمٍ وغُيِّب والد
وغدوا كأيتام فيا للعار
كشفوا عن الوجه الحييّ غطاءه
وظهرت في الإعلام دون ستار
الله علاَّم بصدق براءتي
فيما أبَنْتُ وعالم أسراري
والقصيدة طويلة تدلُّ على حرقةٍ وألم
إشارة:
نحن لا نطالب بغير العدالة منهجاً يا بلاد الديمقراطية.
__________________
يامخترع الفياجرا .. يا سيدي المخترع العظيم ..
يامن صنعت بلسماً قضي على مواجع الكهولة !!
وأيقظ الفحولة !!
أما لديك بلسماً يعيد في أمتنا الرجولة !!
------------
غازي القصيبي ..
|