إن صديقك هو كفاية حاجاتك...
هو فعلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر..
هو مائدتك وموقدك .. لأنك تأتي إليه جائعاً وتسعى وراءه مستدفئاً...
فإذا أوضح لك صديق فكرة فلا تخشى أن تصرح بما في فكرك من النفي أو أن تحتفظ بما في ذهنك من الإيجاب...
وإذا صمت صديقك ولم يتكلم ... فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه..
لأن الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ والعبارات في إنماء جميع الأفكار والرغبات والتمنيات التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات...
وإن فارقت صديقك...فلا تحزن على فراقه.. لأن ما تعشقه فيه..أكثر من كل شيء سواه..
ربما يكون في حين غيابه أوضح في عيني محبتك منه في حين حضوره...
لأن الجبل يبدو للمتسلق له أكثر وضوحاً وكبراً من السهل البعيد...
ولا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير أن تزيدوا في عمق نفوسكم...
لأن المحبة التي لا رجاء لها سوى كشف الغطاء عن أسرارها ليست محبة ..!
بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة ولا تمسك إلا غير النافع..وليكن أفضل ما عندك لصديقك..
فإن كان يجدر به أن يعرف جزر حياتك...فالأجدر بك أيضاً أن تظهر له مدها...!
وما قيمة صديقك الذي لا تطلبه إلا لتقضي معه ما تريد أن تقتله من وقتك؟
فاسع بالأحرى إلى الصديق الذي يحيي أيامك ولياليك..!!
..
مقتطفات من كتابات /
جبران خليل جبران
...