مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 14-08-2005, 11:07 AM   #2
ياسر البريداوي
عـضـو
 
صورة ياسر البريداوي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: بريدة ...
المشاركات: 1,295
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالسا ذات يوم في بيتي، قال:”لا يدخل عليّ أحد”، فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبكي فاطلعت فإذا الحسين في حجره، والنبي يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل.
فقال (صلى الله عليه وسلم): “ان جبريل عليه السلام كان معنا في البيت: قال: أتحبه؟ فقلت: أما في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء”.
فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما أحيط بالحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟. قالوا: كربلاء، فقال:صدق الله ورسوله، كرب وبلاء.. وفي رواية: صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرض كرب وبلاء.
وبكى (صلى الله عليه وسلم) عندما بلغه قتل حمزة. وعن هذا الموقف يروي جابر بن عبدالله رضي الله عنهما فيقول: “لما بلغ النبي قتل حمزة بكى، فلما نظر إليه شهق” وفي رواية: مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل، فسمع البكاء والنواح على قتلاهم، فذرفت عيناه (صلى الله عليه وسلم)، فبكى ثم قال:”لكن حمزة لا بواكي له”.
وعن عائشة رضي الله عنها: “أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل على عثمان بن مظعون وهو ميت، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه قبله، وبكى حتى رأيت الدموع تسيل على وجنتيه”.
وفي رواية أخرى عن سالم بن ابي النضر قال: “دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على عثمان بن مظعون وهو يموت، فأمر رسول الله بثوب فسجى عليه، وكان عثمان نازلا على امرأة من الانصار يقال لها: أم معاذ قالت: فمكث رسول الله مكباً عليه طويلا وأصحابه معه، ثم تنحى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبكى، فلما بكى بكى أهل الدار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): رحمك الله ابا السائب، وكان السائب قد شهد بدرا”.

وبكى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما علم أن سعد بن عبادة في مرحلة الاحتضار رحمة به، ويخبرنا بهذا الموقف أحد صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: “اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) يعوده مع عبدالرحمن بن عوف، وسعد بن ابي وقاص، وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهم فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله، فقال: قد قضى؟ قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي، فلما رأى القوم بكاء النبي (صلى الله عليه وسلم) بكوا، فقال: ألا تسمعون ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا واشار الى لسانه او يرحم”.
ومن المواقف التي بكى فيها النبي (صلى الله عليه وسلم) استشهاد ثلاثة من خيرة أصحابه في قتال الروم وهم: جعفر بن ابي طالب، وزيد بن حارثة، وعبدالله بن رواحة، وفي ذلك يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: “نعى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جعفرا، وزيد بن حارثة، وعبدالله بن رواحة نعاهم قبل ان يجيء خبرهم، نعاهم وعيناه تذرفان”.
ويروى ان النبي بكى قبل وفاته بستة أيام، وعن هذا الموقف يحدثنا عبدالله بن مسعود فيقول: نعى الينا حبيبنا ونبينا بأبي هو ونفسي له الفداء قبل موته بست، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة فنظر إلينا (صلى الله عليه وسلم) فدمعت عيناه، ثم قال: “مرحبا بكم، حياكم الله، حفظكم الله،آواكم الله،نصركم الله، رفعكم الله، هداكم الله، رزقكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، وأستخلفه عليكم، اني نذير مبين الا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإن الله قال لي ولكم “تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين”. وقال: “أليس في جهنم مثوى للكافرين”.. ثم قال: قد دنا الأجل والمنقلب الى الله، والى سدرة المنتهى، والى جنة المأوى وللكأس الأوفى، والرفيق الأعلى”.

منقول من جريدة الخليج
الإمارات
__________________

يقول شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية - قدس الله روحه - :
(إن أكثر بني آدم قد يفعل بعض المأمور به، ولا يترك المنهى عنه إلا الصديقون، كما قال سهل؛ لأن المأمور به له مقتضى في النفس وأما ترك المنهى عنه إلى خلاف الهوى ومجاهدة النفس فهو أصعب وأشق، فقل أهله، ولا يمكن أحداً أن يفعله إلا مع فعل المأمور به، لا تتصور تقوى وهي فعل ترك قط)
[مجموع الفتاوى ج 20 ص 85]
ياسر البريداوي غير متصل   الرد باقتباس