مشكلتنا أننا لم نفهم القضاء والقدر على حقيقته
أكثر المعلقين على الموضوع انطلقوا من عقيدة مترسخة في عقولهم الباطنة بأن الأمور تمام , وماله داعي التشاؤم , ولن يكون إلا ما قدر الله ...
والحقيقة أن هذه العقيدة أو بالأصح عقيدة الإيمان بقضاء الله وقدره لا تعارض الحرص والاستعداد للأمور قبل حدوثها .
فصاحب الموضوع بارك الله فيه تطرق إلى قضية هامة جدا , وهي : ما هي استعدادات بلادنا لمثل هذه المشاكل لو وقعت لا سمح الله ,,
ونحن لسنا بمعزل عن مشاكل العالم من حولنا , فما حصل هناك قد يصحل هنا , والعاقل من اتعظ بغيره , والشقي من وعظ بنفسه بعد أن سبق السيفُ العذل .
أوافق صاحب الموضوع على ما طرحه , وأتمنى أن تطرح خطوات عملية للحد من حدوث مثل هذه المشاكل مستقبلا .
وأنا أذكر قبل خمس وعشرين تقريبا حصلت مشاجرة عنيفة بين الجالية اليمنية والجالية الباكستانية في سوق المرقب بالرياض , وكنت طفلا وعى الأحداث , وكادت تحدث كارثة إنسانية هناك , حيث الجميع متسلحون بالعصي والسكاكين والمساحي وأدوات البناء , لولا أن الله سلم ,وتدخلت الأجهزة الأمنية بوقت مناسب ..
أما المحتجون بحديث أن ( لو ) تفتح عمل الشيطان , فالحديث يتحدث عن أمور ماضية يتحسر عليها الإنسان , ويقول : لو فعلت كذا لكان كذا ..
أما أن تفترض أمرا له ما يماثله في الواقع العالمي , ثم تحاول معاجته قبل حدوثه , فهذا هو الحزم , ولنا في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسوة حسنة حين نهى الإكثار من الموالي في المدينة خوفا من مشاكلهم وما يجرونه على البلد من عادات ومشكلات .
والحديث يطول ويطول , وشكرا لك أخي ذيب , وبارك الله فيك .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|