وصف نبوي عظيم للمرأة .
كثر الحديث عن المرأة في هذا المنتدى ما بين مادح وقادح , فأحببتُ المشاركة بوصف من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم لأقف وقفات يسيرة مع الهدي النبوي الشريف .
قال صلى الله عليه وسلم :" إنّما النساءُ شَقَائِقُ الرِّجال "الحديث أخرجه أبو داود والترمذي
وعن أنس بن مالك قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم حادٍ يقال له أنْجَشة ، وكان حسن الصوت ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( رويدَك يَا أنجشة ، لا تكسر القوارير ) . قال قتادة : يعني ضَعَفَةَ النِّساء . وفي رواية : رِفْقاً بالقوارير.
الحديث أخرجه البخاري ومسلم
لننظر لهذين الوصفين النبويين الكريمين للمرأة [ الشقائق - القوارير] فنرى كم هو الوصف الجميل الرائع الذي خرج من الفم الشريف صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى , وقد آتاه الله البيان والفصاحة .
فقد وصف الله المرأة بوصفين :
الأول :
أنها شقيقةُ الرجل ,, والشقيقة تحمل عدة معاني :
منها أنها أخته , لها ما له وعليها ما عليه .
وليس بينهما فرق في الأحكام الشرعية إلا ما خص الشارع به الرجل كالجمعة والجماعة والجهاد والولاية , أو ما خص به المرأة كالحمل والولادة والحيض والنفاس وأحكامها الفقهية .
وهناك معنى آخر تحمله لفظ شقيقة لم أجد أحدا تكلم عنه : وهو أن من معاني الشقيقة : الورد الأحمر الذي ينبت في الرمل , وجمعها شقائق , ومنه : شقائق النعمان المشهورة .
ولعلنا نلحظ ما في الاثنين من علاقة ( المرأة – والورد الأحمر ) حيث الجمال والرقة , والحمرة , والنعومة .
نأتي للوصف الثاني : القوارير .
والقوارير جمع قارورة : والقارورة هي الزجاجة , وتشبيه المرأة بالزجاجة فيه مجاز رائع وخيال خصب , حيث الشفافية , والحساسية المفرطة , وسرعة انكسارها , وجمال مظهرها , وغيرها من الصفات التي يمكن للمرء أن يتخيل العلاقة بين الزجاجة والمرأة .
ولذلك جاء في حديث أخر أن المرأة تُكْسَرُ وكَسْرُها طلاقها , ومن المعلوم أن الانكسار من أبرز خصائص القوارير والزجاج .
فانظروا كيف أصبحت قلوب النساء بهذه الرقة , والشفافية , وقبولها للانكسار .
ونلحظ أن هذا الوصف ( القوارير ) جاء في معرض السماع للصوت الحسن , ليدلَّ على سرعة تأثر المرأة بعذوبة الصوت , وجماله , ورقّته , وعليه فإنه يجب على المرأة أن تحتاط لقلبها من أصوات الحادين والمنشدين مهما أحسَنتْ بهم الظن , وعليهم أن يرفقوا بقواريرنا من أن يخدشوا قلوبهن فضلا أن يكسروها .
فصلوات ربي وسلامه على الصادق الأمين الذي أوتي جوامع الكلم لينطق بالحكمة والقول البليغ , وما يعقِلُها إلا العالمون .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|