مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 17-08-2011, 10:25 AM   #14
ابوالخطاب
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
البلد: بريده
المشاركات: 196
"طاشت" الدراما السعودية
اتجهت الدراما السعودية للتكرار من باب فلسفة "التكرار يعلم الشطار" أو من باب الاستنساخ والإعادة، فلعل في الإعادة إفادة، أو من باب الإفلاس، ولعل الذي لم يشاهد "طاش" قبل 18 سنة يشاهد التكرار نفسه في شخصية "مناحي" وحسن عسيري وراشد الشمراني، فالمشهد هو هو لم يتغير، والشخوص تنامت بالحبيب الذي يملك موهبة فذة قيدتها حبكة التكرار والاستنساخ.

كان يمكن تحرير العسيري والشمراني وحبيب الحبيب وفائز المالكي من طقوس "طاش" المهترئة، وكان باستطاعة عبد الله السدحان وناصر القصبي التحرر من وجهي العملة بالذهاب لسيناريست يكتب لهما في حدود إمكانياتهما الرائعة التي كرراها لمحدودية الفكر وضيق الأفق.

أقل وصف يمكن إطلاقه على الدراما السعودية التي شهدت انتشاراً جميلاً في السنوات القليلة الماضية، هو أنها "طاشت" كما طاش القصبي والسدحان 18 سنة متتالية، لأن الهدف المحدد ينفذ بطريقة ساذجة للغاية، فلا يمكن السخرية دائماً من رجل الأمن، ولا يمكن للمشاهد القبول بتلك الإسقاطات على رجال الدين، ولا يمكن القناعة بالإقليمية الفجة، ففي كل منطقة من مناطق البلاد جميع الصفات البشرية ولن تكون صفة البخل خاصة لمنطقة دون أخرى، ولا صفة التردد والضعف لمنطقة دون أخرى.

رفض المجتمع هذه النعرات الجاهلية، ووصل الأمر إلى أن ينتقد مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز آل الشيخ ما أسماها "المسلسلات الهابطة والإجرامية" التي تطعن في المسلمين وتشوه السنة، وتتخذها موضعاً للسخرية والانتقاص والاحتقار.

استعرض "طاش" ومن بعده حسن العسيري وراشد الشمراني وفائز المالكي، وسار على السياق نفسه فائز المالكي وحبيب الحبيب، كل سلبيات المجتمع السعودي والخليجي، ولكن هل تحقق الهدف من النقد الساخر؟ أم أن الصوت لم يصل لأن "القربة مثقوبة"؟ ولماذا تضع الوزارات والجهات المعنية في أذن عجيناً وفي الأخرى طيناً أو أسمنتاً أو علكاً؟

إذا كنا نطالب من القائمين على الدراما السعودية التحرر من التقليدية والتكرار والابتذال، فإن محور التغيير يجب أن يبدأ من وزارة الثقافة والإعلام بتحرير عقلية الموظف الروتيني القديم، وكم أتمنى أن يشاهد المعنيون أعمال قام بها شبب يملك الحس والعمق الفني، مثل الشاب بدر صالح في "أيش اللي" وعمر حسن في "على الطائر" وفهد البتيري في "لا يكثر" وبمثل هذه الأعمال ننتقل للمستقبل، أما إذا كان لا بد من الاستمرار في مرحلة "طاش" فيجب أن نقدم فائز المالكي وحسن عسيري وحبيب الحبيب وأسعد الزهراني في حبكة درامية متكاملة فنيا على غرار "ونيس".

الدكتور صالح بن ناصر الحمادي
ابوالخطاب غير متصل