الفجر هو إعلان الصباح ، وهو الإيذان ببزوغ شمس ذلك اليوم الجديد ، و صلاة الفجر هي خير ما يستفتح بها الإنسانُ يومَهُ ، و هي مدرسة العظماء ، و إعلان الإنتصار الأول في هذه الحياة و في هذا اليوم بالتحديد ، انتصار على لذيذ النوم و كسر لرغبة النفس و ملذاتها لله رب العالمين .
بعد صلاة الفجر حينما تنظر إلى السماء و أنت تترقب شعاع الشمس الذي يبدو لأول وهلة مبسوطًا على الأرض لتكتسي بالضياء الذي ليس بعده ضياء ، في هذه الصورة المشاهدة و تفاصيلها جملة مما يُمكن أن يكونًا موطنًا للاعتبار و الادكار ...! و حكمة الرب الرحيم تظهر جليةً في فرض صلاة الفجر على العباد في هذا الوقت ، بل و في ترتيب عظيم الأجر و جزيل الثواب لمن خرج من بيته ثم أداها جماعة في المسلمين .
صلاة الفجر فيها من النفائس و الأنفاس الإيمانية ، تستطيع أن تقول أنها هي المحطة الأقوى لضخ الطاقة في يوم الإنسان ..! و أنا أتأمل في صلاة الفجر و تأثيرها الكبير على النفس و دورها في ضبط الإنسان داخليًا و تأثيرها في ما يُمكن أن يتعرض له المسلم .. و أنا أتذكر هذا كله ، تبادر إلى ذهني معلومة كنت قرأتها قديمًا .. و هي أن الصاروخ في بداية انطلاقته يستهلك ثلثي الطاقة التي يستهلكها حينما يستوي عاليًا في طبقاتِ الجو ..
في كل يوم نحن ننطلق في هذه الحياة ، و نواجه فيها ما نواجه ، و يعترض لنا ما يعترض ، و من المواقف و الأحداث التي تمر بنا في يومنا ما لا يُمكن أن يمر بسلام لولا وقود كافٍ يضبطُ توازن المرء ، و يُسيره على ما يُريده الله ، و طاقة الإنطلاقة الأولى لنا تُستهلك بقدر كبير .. لكن لو علمنا مافي هذه الصلاة من الخير و البركة و الطاقة الكافية لانطلاقتنا في الحياة .. لما تخلفنا عنها يومًا ، و لارتبطنا بها كما نربط سياراتنا بمحطات البنزين ، فأنا و أنت و الآخرون يُرعون مؤشر (البنزين) كل الاهتمام ، فتجد الواحد منا يمتلك سيارته من سنوات و يقودها ، و لم يحصل أن انتهى البنزين من سيارته ، لأنه متنبه لهذا الأمر أشد الانتباه ..
مامدى حرصنا على هذه الصلاة ، و هل نحن فعلا نتعامل معها كما أراد الله أن تكون ، نوراً و هداية و سكينة و طاقة لنا في حياتنا و بعد مماتنا .. أوصي نفسي و إياكم بالتعامل مع هذه الصلاة تعاملاً يجعلها في صدارة الاهتمامات ، و يجعل منها منطلقًا أوليًا لكل ما في أذهاننا من آمآل و طموحات ..
طاب صباحكم ..
أخوكم / عبدالله