في هذه الحياة الزائلة سريعة الإنتهاء ومع أن الإنسان لاقرار له بها إلا أنه يرى فيها هنا وهناك محطات وقود وهي ذات الفئة الــ ( أ )
وهي ماكانت ذات المواصفات والمعايير العالية من الخدمة والنظافة ،
فيجد المار فيها مبتغاه من وقود ، وغذاء لذيذ ومشرب عذب ، ومرافق نظيفة ، وغرف للراحة واسعة ،
فيتزود منها ماشاء أن يتزود يستعد لذلك الطريق ويسلكه وهو مرتاح البال قد أخذ من كل مرفَق مايحتاجه لسفره وطريقه .
فأرى أن هناك فئات ومحطات أجر وحسنات وقُربات رفيعة المستوى على الصعيد الإيماني واليقيني بموعود الله تعالى تمر على المؤمن في سَنَتِه العُمرية ،
ولا أنكر أن بالسنة الواحدة تعدد المحطات ، إلا أن هناك بنظري درجات وفئات ،
وأعظمها أجراً وأجلها قُربةً هي تلك الأيام العشرة الأخيرة من رمضان التي في هذه الليلة نشُم عبيرها وترتوي أفئدتنا من عبقها الإيماني ،
فيا لله كم من نفسِ ستُأخذ قبل هذه الليلة ولم يُتكب لها بلوغها ،
تلك الليالي المباركات العشر لها النصيب الأوفر من التشبيه بالفئة الــ( أ )
إذ أنها تجتمع أمور مالايجتمع في غيرها من
صيام ، وطول صلاة وتهجد ، وصدقة ، وزكاة * ، وليلة خيرُ من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرم ، واكتاف بدن وقلب في المساجد ،
فالسعيد من وفقه الله للخلوة فيها مع ربه وعبادته وعكوف قلبه عليه وذكره وشكره .
أَخُوْكُمُ
خَادِمٌ الْإِسْلامُ وَالْمُسْلِمِيْنَ عَاشِقُ الْحَوْرَاءُ وَالْجَنَّةُ الْخَضْرَاءُ الْمُعْتَزّ بِالْلَّهِ تَعَالَىْ
أَبُوْ عَبْدِ الْلَّهِ – غُرْبَةَ غَرِيْبٌ
ضُحى 19 – 9 – 1432هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أي إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين ، وان كانت قبل صلاة العيد بقليل فهو الأفضل .