[سُمية]

اعلمي أختي الفاضلة أن الله يختار النفوس " القوية " وإن هي توهمت غير ذلك، فتوضع في أصعب الخيارات وأضيّق الطرق لأنها تنجح وتتغلب في النهاية، وتمضي حياتها أفضل بكثير من الذين لا يواجهون شيء. يكفي في الفقد الصعب، التحمل ، الصبر ، مع تربية للنفوس تؤدي لرقيها ونضجها وزيادةً لـ إيمانها.. نؤمن أن سنن الله في الأرض " التعويض " ، فالذي يفقد البصر يقوى سمعه، والذي يفقد حاسة الشم تقوى عنده حاسة النظر، وهكذا الحياة تجري، يسلب المرء شيء، ويعوّض من وجهٍ آخر وإن جهله ولم تراه عينيه، الحمد لله على كل حال..والحمد له أن في هذه الحياة أحداث تزيد المرء بصيرة، وقوّة، وتجعله أكثر رسوخاً وإيماناً.. ولولا هذه الأحداث والتراكمات ماكان سيتوجه لله بصدق، وماكان سيفهم الكثير من الدروس العابرة، الكامنة في دقائق الأمور..كما أن قمة الوفاء، أن يبقى الإنسان على عهده مع من يحب بعد رحيلهم، وألا ينساهم في لحظات الفرح والحزن، ويذكرهم في أشرف البقاع بالدعاء.. ويؤمن بلقائهم، إيماناً لا شك فيه ولا تردد

جمعنا الله وإياكِ بمن فقدنا على الأرائك , حيث لا فرقة و حزن .