22-08-2011, 03:35 PM
|
#14
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
مرحبا بك أخي قراقوش , وشكرا لك على كلماتك التي غمرْتني بها فجزاك الله خيرا .
التحجيل : هو البياض يكون في أقدام الفَرَس , واستعير في الحديث الشريف لبياض أماكن الوضوء كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن أمتي يدعون يوم القيامة غُرّا محجّلين من آثار الوضوء " رواه البخاري ومسلم .
والمعنى : أن النور يسطع من وجوههم وأيديهم وأرجلهم يوم القيامة .
فأخذتُ هذا المعنى ووظفته هنا , أي أن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما فيه من نور وإشراق إلا أنه زاد بسبب تحجيل آثار الوضوء .
مصقول : من الصّقْل وهو جلاء السيف , وحين يكون السيف مَجْلُوّاً فإنه يزداد بريقا ولمعانا , فاستعرت هذا المعنى هنا , بأن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كالسيف الصقيل إشراقا كما قال كعب بن زهير :
إن الرسول لسيفٌ يستضاء به ,,, مهند من سيوف الله مسلولُ
أما سؤالك عن التغيير في القافية بين الواو والياء كما فهمت من السؤال :
فالجواب عليه : أن حرف الروي ( وهو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة ) إذا كان قبله حرف علة ( ألف أو واو أو ياء ) فإن هذا الحرف يسمى ( رِدْفا ) وهذا الردف لازم في جميع القصيدة فإذا أردَف الشاعر في البيت الأول لزمه أن يجعل القصيدة كلها مردوفة .
فإن كان الردف بالألف لزمه أن يكون الردف كله بالألف كقول شوقي :
سلوا قلبي غداة سلا وثابا ,,, لعلّ على الجمال له عِتابا
وكنتُ إذا سألتُ القلبَ يوما ,,, تَوَلّى الدمعُ عن قلبي الجوابا
والقصيدة كلها على هذا النحو .
وأما إن كان الردف واواً أو ياء فإنه يجوز أن يتناوبا في القصيدة الواحدة , لقرب مخرج الحرفين كما قال كعب بن زهير :
نبئت أن رسول الله أوعدني ,,, والعفو عند رسول الله مأمولُ
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة القرآن فيها مواعيظٌ وتفصيلُ
وقال المتنبي :
ضُروبُ الناس عُشاقٌ ضُروبا ,,, فأعذَرُهُمْ أشفُّهمُ حبيبا
وما سَكَنِي سوى قتل الأعادي ,, فهل من زَورَةٍ تشفي القلوبا .
وأشكرك أخي قراقوش على هذه المشاركة الجميلة , والتفاعل الأمثل .
بارك الله فيك , وحياك المولى .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|
|
|