23-08-2011, 07:05 AM
|
#13
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
أما البسملة في سورة الفاتحة : ففيها خلاف من وجهين :
الخلاف الأول : هل هي آية من سورة الفاتحة أم لا ؟
الخلاف الثاني : حكم الجهر بها .
أما الخلاف الأول فقد نقله الأخ ajmn جزاه الله خيرا , ولكنه لم يشر إلى اتفاقهم بأنها آية من القرآن , لأنها لم توضع بين دفتي المصحف إلا لأنها آية .
وأما الخلاف الثاني : فاختلفوا في حكم الجهر بها , فبعضهم يرى وجوبه , وخاصة القائلين بأنها من سورة الفاتحة فهي واجبة عندهم , ولذلك نجد إخواننا من الأحناف وبعض الشافعية والمالكية يجهرون بها .
وبعضهم يرى أنه لا يجهر بها مع إيقانه بأنها آية من سورة الفاتحة , لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجهر بها في حديث صحيح .
إذن المسألة خلافية , والحمد لله فالأمر فيها واسع .
أما وضع الترقيم عليها في المصحف فلأن المصحف الذي بين أيدينا برواية حفص عن عاصم , وهي عنده آية من سورة الفاتحة , فلذلك تم ترقيمها .
إذن .. فعدم الجهر بها ليس لأنها ليست آية , بل لأنه لم ينقل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم , علما أن عدم الجهر بها في حديث شريف كان حجة لمن جعلها ليست آية من الفاتحة ..
والأمر في ذلك واسع , وأنصحك بقراءة البسملة مع كل قراءة للفاتحة قراءة سرية خروجا من الخلاف .
وأما قول الإمام : وعافهم ,, فهذا دعاء لهم بالعافية , والعافية أختي الفاضلة أوسع من كونها خاصة بصحة الجسد , بل العافية أمرها واسع تشمل عافية الدين وعافية البدن من العقاب والعذاب , وعافية العقل , فالأموات بحاجة إلى العافية في الآخرة ليسلموا من العذاب والحساب العسير .
وقد جاء في حديث عند أبي داود : " لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عورتي وآمن روعاتي ؛ اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "
وفي دعاء النبي المشهور في رحلة الطائف : "إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي "
فالعافية هنا هي السلامة من أذى المشركين , وليس بالضرورة أن تكون عافية الصحة والسلامة من المرض .
أرجو أن يكون الأمر واضحا الآن .
والله تعالى أعلم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|
|
|