الشاب السعودي وما أدراك ما الشاب السعودي ... !
شاب عاش طفولته بين أحضان الأسى , وصروف الدهر , وتمحيط عيال الحارة !
نشأ صغيراً بين أكناف أبوين حنونين جلفين , لم يكملا تعليمهما الدراسي , ولو أكملا فلن يغير هذا من الواقع المرير شئ .
عاش صنهات طفلاً كالأطفال . بكى , ولبس الحفائظ , وسال لعابه , ولحس نهر العسل الخارج من أنفه !!! .
في يوم من الأيام تله والده الحنون من مؤخرة فنيلته البيضاء التي تحولت للون الأصفر بفعل عوامل التعرية . وسرواله الممزق من جهة الركبة ومن جهة منطقة حساسة ( تشفير ) , تله وذهب به مع والدة صنهات للمستوصف الخرب القريب من بيتهم الأخرب , تم استقبال صنهات بسدحه على السرير من قبل الممرضة و والدته الحنونة ونزع سرواله بغيت تطعيمه ما إن علم صنهات بالمراد إلا تعالت الصرخات ودعوى الويل والثبور والممرضة تقول له بصوتها الصغير وبعربيتها المكسرة : مافي كوف يا صهنات ..! , لملم دموعه صنهات ومسح أنفه بكمه وأبعد عن أنفه ركام العسل المذاب المتكون عليه بفعل الأيام , وقام بحك مؤخرته المتورمه بفعل التطعيم .
دخل صنهات للمدرسة وكان كغيره من الأطفال عند دخول المدرسة ( إلا من رحم الله ) , فبعض الأطفال يبكي وبعضهم يُبكي غيره , بكى صنهات , وناح , وشق جيبه , ولطم خده , ودعا بدعوى الجاهلية والفرعونية والتقدمية والاشتراكية , لعل هذا يشفع له ولكن هيهات .
جلس صنهات مع الطلاب وهو ذو رأس طولي نحيف قصير القامة خفيف شعر الرأس يحشر طاقيته بين أذنيه فتقفز شعيرات هاربات من جحيم الحشر , ذو لون أسمر إذا لبس الطاقية يُخيل لمن رأه أنه قرد شمبانزي ...!
مشى صنهات في الإبتدائية بصعوبة بالدف بل والطبل والمزمار والركل والتمزيع .
تخرج منها مع بقاء عقدات الإبتدائية الثلاث : ( سورة البينة , مادة القواعد , مادة الرياضيات ) , ولاتهون عقدة دفتر الواجبات إذا سأل عنه هامان المدرسة ( المرشد الطلابي ) , تخرج مع بقاء ذكرى المهازل اليومية من طابور وتدريب صباحي وإذاعة باهتة , والنشيد الوطني الذي يُمتحن به الطلاب كإمتحان المعصتم للمسلمين بخلق القرآن ....
يتبع