- 2 -
[align=right]والشيخُ صالح، وهو ابنُ الدعوة، يكثرُ من التنبيه على أهمية التوحيد وعظيم أثره، وهو يدعو الدعاة إلى الله أن يجعلوا التوحيد أولاً حين يدعون الناس؛ فلا يُشْغِلوا الناَّس بأمر قبل إصلاح التوحيد.
قال الشيخ صالح:
«إذا فهمتَ هذه المسألة، أنَّ أولَ ما يؤمَر به التوحيد، وأوَّل ما يُنهى عنه الشرك، فإنَّه لا فائدة في صلاح باقي الأمور مع فساد العقيدة، هذه مسألة عظيمة ومطلب عظيم يجهله كثير ممن ينتسبون إلى الإسلام اليوم. فإذا فهمته فيا بشراك بالعلم النافع»اهـ. [ص: 73].
كان ذلك تعليقاً على كلام الإمام المجدد –رحمه الله- في رسالة: «ستة مواضع من السيرة» موضع بدء الوحي، وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُمر –أوَّل ما أُمر- بالدعوة إلى التوحيد.
ثم تحدَّث الشيخ صالح عن أصل عظيم من الدين وهو (المعاداة في الله). قال الشيخ: «هناك من ينتسبون للدعوة والعلم ولا يرضون بمعاداة الكفار ويقولون: إنَّما أُمرنا بعداوة المحاربين فقط، يقولون: نعاديهم لأنهم حاربونا، لأنَّهم أخذوا أوطاننا، أما أن نعاديهم من أجل دينهم فلا نعاديهم.
والله -جلَّ وعلا- قال: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22]
فلم يقتصر على المحاربين فقط، بل إنَّ الله جعل سبب الكره لهم هو المحادَّة لله ورسوله، وأي محادة لله ورسوله أعظم من الكفر، وأعظم من الشرك بالله عزَّ وجل»اهـ [ص: 79].
ثم ردَّ الشيخ على من يعتبر مودَّة المشركين من المصالحَة المطلوبَة بأن قال: «نقول: مصالحتهم على أمور السياسة لا مانع منها، لكن مصالحتهم على ترك بعض أمور الدين لا تجوز» [ص: 80].
كان ذلك تعليقا على قول الإمام المجدد –رحمه الله-: «..الإنسان لا يستقيم له إسلام –ولو وحَّد الله وترك الشرك- إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والشرك...» [ص: 79].
وفي شرحِ رسالة: «تفسير كلمة التوحيد» [ص: 125]، تحدَّث الشيخُ –حفظه الله- عن حقيقة (لا إله إلا الله)، وعن منزلتها العظيمة، وذكر بعضَ المفاهيم الخاطئة في تفسير هذه الكلمة.
قال الشيخ: «أكثر الناس يجعلون هذه الشهادة، يحسبونَها مجرَّد لفظ يقال باللسان، وكثير من العلماء لا يفهمون معنى (لا إله إلا الله) وهو علماء في الفقه، علماء في النحو، علماء في الحديث، ولكن أكثرهم ليس لهم عناية بالتوحيد...» [ص: 143].
وذكر مذاهب الناس في تفسيرها، وهي: « 1- تفسير أهل وحدة الوجود لكلمة التوحيد: فأهل وحدة الوجود ابن عربي وأتباعه، يقولون: (لا إله إلا الله) لا معبود إلا الله، أو لا إله موجود إلا الله، معنى هذا أنَّ كل المعبودات كلها هي الله؛ لأن عندهم أنَّ الوجود لا ينقسم بين خالق ومخلوق، هو كله هو الله، هذا معنى أنهم أهل وحدة وجود يجعلون الوجود يتحد ولا ينقسم، كلُّه هو الله...
2- تفسير علماء الكلام لكلمة التوحيد: علماء الكلام يقولون: (لا إله إلا الله) لا قادر على الاختراع والخلق والتدبير والإيجاد إلا الله. وهذا (يعني التفسير) غير صحيح، هذا يوافق دين المشركين، فالمشركون يقولون: لا يقدر على الخلق إلا الله...وهذا توحيد الربوبيَّة.
3- تفسير لا إله إلا الله عند الجهميَّة والمعتزلة ومن سار على نهجهم هو نفي الأسماء والصفات؛ لأنَّ من أثبت الأسماء والصفات عندهم يكون مشركاً...
4- تفسير الحزبيين والإخوانيين اليوم يقولون: (لا إله إلا الله) أي: لا حاكميَّة إلا لله. والحاكميَّة كما يسمونها جزء من معنى لا إله إلا الله...
5- تفسير أهل السنة والجماعة: أنَّ (لا إله إلا الله) معناها: لا معبود بحقٍّ إلا الله، لأنَّ المعبودات كثيرة. ولكن المعبود بحق هو الله وحده، وما سواه فعبادته باطلة كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج:62].»اهـ. [ص: 146- 148].
[/CENTER]
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]
صفحة ناشر الفصيح
آخر من قام بالتعديل ناصرالكاتب; بتاريخ 31-08-2005 الساعة 07:21 PM.
|