مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 02-09-2005, 05:58 PM   #3
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
- 3 -


[align=right]وعلى ما سبق؛ فإنَّ من أهم الطرق إلى علاجِ أزمتنا الثقافية هي أن تكون أدوات الفهم سليمة؛ كي نستطيع الوصولَ إلى (الحقيقة) المتمثلة في الوحي الرباني، والتي بها نستطيع علاجَ واقعنا الأليم.

وإنَّ من أبرز مظاهر الفوضى في ثقافتنا: دراسة (الوحي الرباني) بعقل مبرمج على الثقافة الغربية، فيُفْهَم الوحي على غير وجهه ويفرَّغُ من معناه، ويتصدر للكلام فيه من ليس أهلا لذلك.

وهذا مظهرٌ من ثقافة الفوضى التي يَنتجُ عنها مجتمعات الفوضى، لا كما يقول ابنُ محمود: ((إن ثقافة الفوضى (اللاممنهجة) تصنع مجتمعات الفوضى، ولا حل لهذه المجتمعات إلا بالرجوع إلى الأدوات (بأبعد ما تعنيه كلمة أدوات) التي منهجت (الآخر) لتمنهج (الأنا) بعيداً عن رهاب الانفتاح... إذ لا شيء يمنع أن نمتاح من عقلانية الآخر - بل ومن رؤاه التي نقلته من عصور الظلام إلى عصور الأنوار - ما نعقلن به موروثنا الثقافي، ومن ثم واقعنا: ثقافياً = اجتماعياً، ولعل فترة زمنية واحدة من فترات الوعي الأوروبي تكفي للمرحلة لو تم الوعي بها...))اهـ من: (جريدة الرياض: الفردية في مجتمع امتثالي).

لقد جعل ابنُ محمود من نجاح الغرب في مجال الصناعة والحضارة المادية مسوغا لأن تأخذ الأمة الإسلامية بالثقافة الغربية؛ بل تجعل تلك الثقافة متحكمة في مورثنا الأصيل الذي شهد التاريخ أمجاداً كثيرة –له-.

ويقول مؤكدا ما سبق:
((إن المدنية المعاصرة - وهي صانعة الفرد وقيمه، والضامنة لها - لم تكن إلا المولود الشرعي لعصر العقل (عصر التنوير)، الذي منح الفرد وجوده عندما منحه حريته، وبهذا لا مدنية بلا فردية، ولا فردية بلا حرية ولا حرية بلا عقل، فالعقل وحده هو الذي يمنح الإنسان وعيه المستقل، ومن ثم إرادته التي يحقق بها تفرده. ولكن لا سبيل إلى العقل إلا بهضم تراث العقل، وتمثله، أياً كانت هويته، إن كان له من هوية غير الإنسانية)) اهـ من: (جريدة الرياض: الفردية في مجتمع امتثالي).

فابنُ محمود يريد منا أن ((نمنهج)) ثقافتَنا على الثقافة الغربية، وأن ننفك عن قِيَمنا؛ لأن القيم الحقيقة –في نظره- عند غيرنا!

و((يبقى الإنسان))! هو الغاية عند ابنِ محمود!.

وتبقى لنا غاياتُنا السامية، وإن كرِهَ المبطلون المطبِّلون!.[/CENTER]



__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل