السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ ..
في عام 1370هـ /1950م برزت القومية العربية على أشدها ، وبرز معها دعاتها من كتاب وشعراء وقراء ؛ بحجة الدفاع عنها،وتخليص الوطن العربي من براثن الإستعمار وحراسه.
فولدت لنا حكماً عسكرياً حزبياً مشيناً وعنصرياً لعيناً ؛ لا يعرف الله ولا الوطن ولا الأنسان!
قامت على إثره عدة ثورات ، وانقلابات متعددة ومتكررة في بعض الدول العربية في :
الجزائر،ومصر،وسوريا،وليبيا،واليمن،والعراق.
وما أن وصل أولئك الدعاة إلى "سدّة "الحكم حتى تحولوا إلى سباع كاسرة !
فبُنيَت السجون ، ونـُصِبت المشانق ، وكـُثـِّفت المباحث ، والمخابرات بشكل مفزع ومخيف ،
وسُلـِّط الشعب على نفسه حتى أصبح الأخ عيناً على أخيه !
وبلا هوادة أُستُعمِلت أحدث وسائل التعذيب والتقتيل ؛ فمُلِئـَت السجون وأُزهِـقـَت الأرواح واستُبـِيحَت
المحرمات وهُرِّبَت الأموال وسُخـِّر كل شيء لحماية الحزب ورئيسه!
حتى إذا زاد الوزن وطفح الكيل وشد الحبل على العنق ، خرج بعض هذه الشعوب بمظاهرات سلمية ؛ فجوبهت صدورهم العارية وأيديهم الخالية ورءوسهم المكشوفة بأشرس وأعنف قوة ؛
بالطائرات،والدبابات،والقذائف !
فهدمت البيوت والمساجد على من فيها ، وأهلك الحرث والنسل وكل شيء!
فلا حول ولا قوة إلا بالله !!
**********
الأبيات
يا صاحبَ الدار ِهل في الـدار ِ مُـنعطفٌ _____ يــــلاذ ُبــهِ إذا مـا خـــرَّتِ الـسُّـقـُـفُ
يا صاحبَ الحيِّ هل في الحيِّ من أحــدٍ _____ يغـيــثُ مـلهـوفـة ًإن هُــدِّدَ الــشــرفُ
وهل ترى أذُنــًا لـلصــوتِ ســـامـعـــة ً _____ تـُصغي لِمُسـتصْـرِخٍ فالـبـِرُّ ذا سلـف ُ
أم هل ترى اليومَ في البـيـداءِ مـُتـَّسعـًا _____ الغـارُ مَـسْبَـعة ٌ والسهـلُ مـُنـجَـــرَفُ
والظهرُ مـُنـقصِـمٌ والرجـلُ حــــائــــرةٌ _____ والـنـفـسُ سـائــمـة ٌوالـذهـنُ منصرِفُ
والجهــلُ مَـفـســـدةٌ والـشَّــرُ مُحــتـــدِمٌ _____ والوعـدُ خـُلفٌ كــذا أثــمـانُـه الحَـلِـفُ
والـعـمرُ مـُرتهنٌ والـديـــنُ مُــضـطهـدٌ _____ والـمــالُ أرصـــدة ٌ قـد سـنـّها الخَـلفُ
والناسُ مِن رمق ٍعـطـشــى وفي سغبٍ _____ والعـينُ جاريـة ٌوالحـــزبُ يَـغـتـَــرِفُ
و كِـفـْة ُالـوزن ِفي الـمـيـــزانِ مـائـلــة ٌ _____ بها تساوى كـذاكَ الـبـُـدنُ و الـنــُّحَــفُ
دنــيــاكَ لـيــس بـها قــــولٌ تـُـوثـِّـــقـُـهُ _____ الميــلُ عــدلٌ بـهـا والعــدلُ مُنـحـرِفُ
فارفـقْ بـنـفـسِــكَ واقـصـرْ حِـدة َالنظـرِ _____ فـإنـّـما الــرزقُ عــنـد اللهِ والـخَـلـَـفُ
هَـوِّنْ عــلـيــك فإنَّ الأرضَ عـاثَ بــها _____ دعـاة ُ قــومـيِّــة ٍ بـعـــثٌ ومُحـتـَـرِفُ
فلـلـطـّوائــفِ والأحـــــزابِ مـعـــتـركٌ _____ كــلٌّ يـقــول أنــا والـقــولُ مـخـتـلِـفُ
دبّـابـة ُالمـوتِ لا لـلضـدِّ قـد جـُلـِـبـَت _____ وإنـّما الـشـعــبُ لـلـدبـَّــابـةِ الـهــدفُ
والجيشُ والبحثُ والحـراسُ والشـُّــرَط ُ _____ حُرّاسُ حــزبٍ عـلى أقـدامِــهـا تــقـفُ
تحمي الرئـيــسَ الزعـيـمَ الرُّكـنَ لـلأبـدِ _____ لِحَـدِّ ما بـِالـولاءِ الـشـعـبُ يـعــتــرفُ
تـمـثـالـُه صـنــــمٌ رمـــزٌ لـطــــاغـيــةٍ _____ من لا لهُ يـنحـنـي فالـسـجـنُ مُعتـَكـَفُ
تـمـثـالـُه فوقَ هـام ِالـشـعـبِ مرتــفـــعٌ _____ تـهـابُ سـطـوتـَـه الأحـيـاءُ والـنـُّطـَفُ
عـساكـرٌ حـكـمُـها حــبــلٌ ومـشــنــقـة ٌ _____ عــصـابـة ٌ لا لـهــم ديـنٌ ولا شـــرفُ
تـنـكـروا بـسـوادِ الـلــيــــل ِوالـعــتـــم ِ _____ حتى اعتلوا شُرُفاتِ الحكم ِواختطـَـفوا
تــُـدارُ أنـظـمـة ٌ مـن خــلـــفِ أروقــةٍ _____ والـشـعــبُ ليس له وَسـط ٌ ولا طرفُ
فـالـشــعــبُ أرواحُــه باتــت مــهــددة ً _____ والأمـنُ مُـفـْتـَقـدٌ والـذنــبُ مُـقــتـَرفُ
في كـلِّ نـاحـيـة ٍ ســجـــنٌ ومـعـتـقـــلٌ _____ ومـسحـبٌ ودمٌ عـجَّــتْ بـه الصُّحفُ
يمضي الزمانُ وصـوتُ الشعبِ مرتفعٌ _____ فـلا صـريـخَ لـه فـالـكــلُّ يـرتـجــفُ
لكنما الصـبـرُ نصـرٌ كان مرتــقـبـــــًا _____ عـنـدَ الإلـهِ ولا تــأتـي بـه الـصُّـــدَفُ
دع ِالـلياليَ تـتـرى وانـتـظـر فــرجـــًا _____ فـإنـهـا هـبـَّــة ٌ والـغــيـمُ مُـنـكـشِــفُ
***********
ابنكم: أ/ حمد بن صالح الفهاد ..