13-09-2011, 08:54 AM
|
#8
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
الأصل أختي الكريمة أن المؤمن يجزم بدعائه ولا يعلق الدعاء بالمشيئة عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة ، فإنه لا مكره له " رواه البخاري ومسلم .
ولكن حينما يكون الدعاء أو الخبر جاء في النص الشرعي فإنه تعليق المشيئة هنا جاءت للتحقيق وليس للتعليق كما قال تعالى :" {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ } (27) سورة الفتح
فالمشيئة هنا للتحقيق وليس للتعليق .
ومثله قوله صلى الله عليه وسلم عند المقبرة : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين . وإنا ، إن شاء الله ، بكم لاحقون " رواه مسلم والنسائي .
ومثله الحديث : " طهور إن شاء الله "
فالمشيئة هنا للتحقيق وليس للتعليق
وجاء في كلام ابن تيمية نحو هذا الكلام .
وبالرجوع إلى النصوص السابقة نجد أن المشيئة هنا جاءت في مكانها المناسب :
ففي الاية الكريمة جاءت المشيئة والاية نزلت بعد صلح الحديبية , والرؤيا كانت قبل الصلح في دلالة خفية على أن تحقيق الرؤيا لن يكون بهذه الرحلة التي حصل فيها الصلح , وإنما سيكون تحت مشيئة الله تعالى .. وهو ما تمّ في عمرة القضاء بعد عام من صلح الحديبية .
وفي حديث المقابر : المشيئة هنا لترسيخ مبدأ علم الغيب في وفاة الناس , فعلم الأجل عند الله تعالى وتحت مشيئته , ولا يمكن لأحد أن يعلم متى سيتم اللحاق بالموتى إلا الله تعالى .
وفي حديث المريض : الرسول صلى الله عليه وسلم دعا للأعرابي وجاء التعليق بالنص ليأتي الرفض سريعا من الأعرابي حينما قال : قلت : طهور ؟ كلا ، بل هي حمى تفور ، أو تثور ، على شيخ كبير ، تزيره القبور ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فنعم إذا ) . رواه البخاري .
فالأعرابي رفض الدعوة من النبي صلى الله عليه وسلم فكانت المشيئة في محلها .
هذا توجيه من كاتبه الفقير عفا الله عنه
فإن كان صوابا فمن الله تعالى , وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|
|
|