[أبو سليمان الحامد]

أشكر الأختين ( غيث وعطاء ) و ( عباب ) على هذا الجهد المبارك , جعله الله في ميزان حسناتهن , وعندي بعض القواعد التي استفدتها من بعض الإخوان , وبعضها استنتجتها ذاتيا , وفي بعضها طرافة , حيث نحاول الربط بين الأحرف واسم السورة ليتم الضبط للحافظ , وليس المقصود منه مغزى بلاغي أو دلالي .

1. قوله تعالى : " نفعا وضرا " و " ضرا ونفعا " :
يتقدم النفع على الضر في الوجه الأيمن دائما , ويتقدم الضر على النفع في الوجه الأيسر دائما , وذلك في مصحف المدينة .

2. قوله تعالى : " لعبا ولهوا " و " لهوا ولعبا " :
يتقدم اللهو على اللعب في موضعين من القرآن فقط في سورتي الأعراف والعنكبوت
{الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (51) سورة الأعراف
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (64) سورة العنكبوت
وما عدا ذلك فاللعب قبل اللهو في سائر القرآن , وقد قيل في ذلك جملة نافعة :
يا غلام خذ فائدة قبل أن تفوت ,,, اللهو قبل اللعب في الأعراف والعنكبوت

3. قوله تعالى : " وما أهل به لغير الله " " وما أهل لغير الله به "
في سورة البقرة وهي المتقدمة في القرآن يتقدم الجار والمجرور ( به )
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (173) سورة البقرة .
وما عدا سورة البقرة , فالجار والمجرور متأخر , حيث وردت في المائدة والأنعام والنحل .

4. ( أموالهم وأنفسهم ) :
إذا اجتمعت الأموال والأنفس في موضع واحد قدمت الأموال على الأنفس في جميع القرآن ما عدا موضعا واحدا قدمت فيه الأنفس على الأموال وهي قوله تعالى : " {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111) سورة التوبة
والسبب في ذلك والله أعلم : أن الآية الكريمة تتحدث عن صفقة بين المؤمنين وبين ربهم فقدم الأَنْفَسَ والأغلى وهي الأنفُسُ , لأنها أغلى من الأموال .
( والجود بالنفس أقصى غاية الجود ) .

5. قال تعالى : {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} (81) سورة الأعراف , {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (55) سورة النمل .
ففي الأعراف قال تسرفون , لاحظ أن الإسراف جاء في الأعراف ( تناسب لفظي ) أما في النمل فجاء الجهل ( تجهلون ) .

6. في سورة البقرة {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (170) سورة البقرة , وفي المائدة : { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} (104) سورة المائدة , لاحظوا أن البقرة فيها حرف القاف فجاءت : يعقلون ,والمائدة فيها حرف الميم فجاءت : يعلمون .

هذا ما يحضرني حاليا , وإن بدا لي شيء مع الوقت أتيتُ به إن لم أُسبق إليه .

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في كتابه والإخلاص في القول والعمل .