[ظامي]

كنت أعزم أخي ( التنويري ) أن أناقش بعضا من المصطلحات التي نتداولها بشكل دائم إن في الصحافة وإن في مجالسنا العامة ، ولكن كلماتك السابقة جعلتني أتذكر شيئا آخر قد سمعته ولم أقرأه ، فلعلك إن كنت من دارسي الفكر ( الصحوي ) - كما أسميت أهله - فإن آمل أن تهديني الوصايا العشر الشهيرة التي تنسب إلى الحسن البناء - إن لم أكن مخطئا - ، فإني قد ارتشفت من كلمات كثيرين من العقلانيين والتنويريين - وما صدقوا - والمتعلمنين أنها هي أصول أهل الفكر الصحوي .

وأما عن كلماتك السابقة فإن ( إن لم تكن معي فأنت ضدي ) ليست منهاجا لفكر أو مذهب أو طائفة ، بل هي صفات فردية شخصية ، وإن تكن بعض الطوائف تؤدلج أعضاءها ، فإن للثقافة والوعي مساحة أوسع من تلك الآثار .

أذكر أن ( عبدالرحمن بن سعود ) رئيس نادي النصر أشهر من قال بها ، ولم يكن صحويا ولا تنويريا ؛ وأذكر أن كثيرا من العلمانيين المتشدقين بالحرية وقبول الآخر ما أن تخالفهم بشده إلا ويبدؤون فيك تجريحا و( تشطيبا ) ، ولأني أحد القريبين ممن يدعون التنويرية والعقلانية وحضرت كثيرا من منتدياتهم ولقاءاتهم فإني لم أرهم منزهين عن تلك القاعدة ، بل إنهم يمارسونها بشده حينما يرمون الآخر بالجهل والتخلف وعدم القدرة على الحوار والاستيعاب .

إن محاولة إلصاق الصفات الفردية على طائفة ما خطأ كبير ، ولعل في المنتديات الكبيرة شاهد حر على قوة حوار ( الصحويين ) - كما تسميهم - والحقُ أننا في بيئة ( جِلفة ) جعلتنا أحاديي الرأيي .
هذا كل مافي الأمر .