كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها برق1 |
 |
|
|
|
|
|
|
أخي الفاضل كبير المحايدين :
دخلت أحسبك تعزمنا !هههه
المهم :
أرجو ألا تتعجل في كتابة اسم موليتك على البطاقة حتى تنظر في الأفضل عند الله
وما أعلمه أنك لو كتبت اسمها فلا إثم , وإن كنّيت عنها ولم تصرّح به فأسمى وأشرف .
علمي أن لهذا العرف النبيل أصل في شريعة الله , وكان له أصل عند كرام العرب قديما , وليس عادة سيئة يحسن الخروج عليها
.
إن عدم ذكر اسم المرأة من بنت أو أخت أو زوج (1) هو من باب الصيانة واستشعار الحشمة والمبالغة في الستر , وهذا مطلب شرعي تكاثرت عليه النصوص .
الله الحكيم الخبير إذا حكى قصص الأنبياء وجاء ذكر محارمهم كنّى عنهن باللقب .
قال سبحانه عن موسى : { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا } قال ( لأهله ) ولم يقل : ( لزوجه فلانة ) وليس معه غيرها
أما مريم فذكرت لأن أمرها من معجزات الله , ولأن التصريح باسمها لازم لإثبات تلك الوقائع وربطها بشخص محدد ليمتنع الخلاف الذي قد يضيّع الأحكام من بعد .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالحلال الحرام والحق والباطل , يستخدم الكناية عن زوجاته
قال صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك : ( من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي وما علمت على أهلي إلا خيرا ) يعني عائشة الصدّيقة
وهذا أسلوب مستفيض بالأحاديث وبكلام الصحابة الكرام .
وإننا على ما في الكتاب والسنة وعلى ما عليه كرام العرب .
ونحن في عرفنا الجميل نزيدها تشريفا فنقول ( كريمتنا )
لا يعني هذا أن ذكر اسم المرأة حرام , لكنه ليس الأفضل , وذكر اسم البنت والزوجة إن لم يكن لذكره مصلحة (2 ) فبه نكون عرضنا حشمتها لنفوس الرجال وهذا نوع من التعدي على حقها .
ختاما :
إن الحديث عن العادات ليس بالأمر الهيّن فإنها جزء من شريعة الله , إذ إن الشرع يعتمد العرف , وينيط به أحكاما . كالعرف بالملبس والمأكل والمعاملات وشؤون الأسرة ... الخ
الساري ويجعله حجة , والأصل في الأعراف الحسن والصواب , لكن بعضها يطاله من التشويه والتحريف ما يجعل تصحيحه أمرا محمودا
والله أعلم .
=======
(1) علمي أن المرأة يقال لها ( زوج ) لا ( زوجة ) فكتبتها كما علمتها .
(2) كما في العقود , والمقاضاة , وكما في تأكيد الحدود والأحكام ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وكل ما يفيد فيه ذكر اسمها بأي وجه
|
|
 |
|
 |
|
أخي الكريم برق :
أشكرك من القلب على هذا الرد الجميل , ووالله إنه أسعدني بحق , ولكني مع ذلك أخالفك .
فاستدلالك فيه نظر من وجهة نظري القاصرة .
فأنت تقول : لا تكتب حتى تنظر في الأفضل عند الله , ثم سقت المبررات لتبث في روع القارئ أن عدم ذكر اسم المرأة أفضل عند الله !
لكن أقف عند الكلام الإنشائي عن العرب ونحوه , فالرد عليه أشهر من نار على علم , وافتح دواوين العرب وكتب الأنساب والأدب لترى كيف تصدمك أسماء النساء بكثرة في الجاهلية وصدر الإسلام والقرون المفضلة , وستجد كتبا ألفت أعلام النساء , وألف ابن حجر كتابه الإصابة وجعل آخره أسماء الصحابيات الكثير عدده بالتفصيل والإطالة .
لكني سأقف عند بعض الأدلة الشرعية المساقة .
أولا : قوله تعالى : " وسار بأهله "
لم يذكر اسم المرأة هنا لأنه لا فائدة منه , والقرآن في كثير من القصص والأحداث يتجاوز عن التفاصيل التي لا فائدة منها , فلم يذكر أسماء أصحاب الكهف وهم رجال , وقال :" وإذ قال موسى لفتاه " فلماذا لم يذكر اسم الفتى ,,
وقال تعالى " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها " فلم يذكر اسم المرأة ولا زوجها ,,
وقال تعالى : " إذ انبعث أشقاها " فلم يذكر اسمه
وقال تعالى : "أو كالذي مر على قرية .. " فلم يذكر اسمه
وقال تعالى : " وقال رجل مؤمن من آل فرعون .. " فلم يذكر اسمه
وقال تعالى : " فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا .. " فلم يذكر اسمه مع عظيم فضله وشرفه وهو الخضر .
والأدلة على ذلك من القرآن أكثر من أن أحصرها في مثل هذا الموضوع القصير .
فعدم ذكر الاسم في القرآن نابع إلى الفائدة المرجوة منه , وليس المراد صيانته كما استنبطت .
على الأقل هناك وجهة نظر واحتمال في دليلك , والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال .
أما حديث : يؤذيني في أهلي ,, فانظر يا رعاك الله إلى سياق القصة , فهو في حادثة الإفك ( على ما أظن ) والكناية هنا مطلوبة حتى ولو كان رجلا ,, على غرار : " ما بال أقوام .. "
والحديث هذا يقابله أحاديث كثيرة : " على رسلكما إنها صفية " " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد ." " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت " " أي الزيانب "
وما عليك إلا أن تفتح صحيح البخاري أو مسلم وتنظر في فهرس النساء الواردات في النصوص الشرعية لترى الكثرة الكاثرة منهن , فتعلم أي قيمة للعرب كانت في ذكر أسماء النساء , وأنهم لا يتحصنون منهن إلا في سياقات معينة يدخل فيها الرجل أحيانا .
هذا ما لدي بإيجاز بارك الله فيك .
وشكرا لك .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|