بسم الله الرحمن الرحيم

الغالي / أبو فهد
سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقيقة أجدني ممتنا لك على مواضيع كهذه
لها القدح المعلى في النقد الهادف البناء الذي يرتقي
فعلا بالمنتدى وينتشله من أوحال السلبية إلى آفاق الإيجابية ومن براثن اللاشيئ
إلى باحات الشيئ ومن ظلمات العدم إلى دنيا الكينونة والإختلاق ...

أبا فهد / كما تعلم يا رعاك الله وأنت اللبيب الأريب ( كيف لا وأنت من
صاغ لنا هذه الدرة ) أن الله تعالى قد حبانا بميزة عظيمة رفعتنا
قليلا عن مسارات البهائم وكرما بهذا العقل الذي بسببه
حملنا الأمانة التي قال الله تعالى عنها ( إنا عرضنا الأمانة على السموات
والأرض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان )
فأنت حملت هذه المانة العظيمة لعقلك فلو كنت بهيمة أو جمادا لما افترض
عليك شيئ مما افترض على بني البشر ...
هذا العقل المعجزة الذي حبانا الله تعالى به جعلنا نميز به بين الغث والسمين
وبين الخل والماء فالحاصل أننا نستطيع بواسطة هذا العقل المعجزة
أن نعطي الأشياء حجمها وأن نصنفها حسب قيمها ...

وثمة فرق واضح جلي أبا فهد بين موضوع نقدي هادف يعتمد
على الأدلة ويسوق البراهين ويضع الحيثيات
وبين مواضيع ( صبيانية ) ( إنشائية ) ( ببغائية ) أقل
مايقال عنها أنها متطفلة على موائد النقد ( كالموضوع الذي رقمت رائعتك من أجله ) ..


المواضيع النقدية الهادفة يُتعامل معها على أنها مواضيع تنشد الحق
وتطلبه أما مواضيع فارغة تافهه خالية تماما من الإرتباط الموضوعي بين أفكارها
لا تعتمد إلا على الإثارة والتعبئة ضد العلماء أو الهيئات كمواضيع الأبله ( التنويري )
أو الأفهِّ ( من الفهاهة ) ( السلال ) فهذه أنا من وجهة نظري
ألا يتعامل معها إلا كما يتعامل مع أخطاء الأطفال فأنت مثلا إذا تعدى أخوك الصغير
على شيئ ليس له ، أو من العيب أن يتعدى عليه تقول له ( أمِّيه ) ( أوش )
تقولها محبة له وتأديبا وقد قيل :

قسا ليزدجروا ومن يك راحما .. فليقس احيانا على من يرحم ُ

وإن لم يمتثل فأنت تأخذ يده وتضرب على ظهرها بحده وتوجعه قليلا
لكي يكف عن فعلته تلك ...


وأما المواضيع النقدية الهادفة والتي أصنف مواضيع الأخوين الغاليين
على أنهما أبعد مواضيع عن النقد الهادف فهذه كما اسلفنا
يجد المرء نفسه في حرج كيف يرد على أصحابها إذ أنه يرى فيها
الصدق والتماس الحق غير أن اصحابها ربما أخطؤوا الفهم
أو أن لهم وجهة نظر معينة في هذه المواضيع ...

لعل الفكرة اتضحت
والعتب قد زال يا أبا فهد
ولتعلم أنني غير مخالف لك في توجيهاتك الكريمة
غير أن لي وجهة نظر أبديتها هنا ..
ما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ أو زلل فمن نفسي
ويغفر الله ..


وقبل أن أختم / ( السلال )
صدقني أخي السلال كم اسعدني جدا تأثرك الواضح
بهذا البيت العظيم الذي قلتُ لصاحبه
وهو الشاعر الأخ / خالد الرفاعي لافض فوك فكم نحن بحاجة
ماسة لهكذا أبيات وها أنا اليوم بعد ست سنوات من سماعي
لهذا البيت الجميل أظنني استعملته في محله ...


وافر التحايا من القلب لأصحاب النوايا الحسنة ..

أسد العقيدة