[أبو سليمان الحامد]

قال تعالى :
{وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} (9) سورة هود
{وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} (50) سورة فصلت
{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ} (48) سورة الشورى
هذه ثلاث آيات , وموضع التشابه فيها : أذقنا الإنسان منا رحمة , وأذقناه رحمة منا .
تارة يتقدم الجار والمجرور وتارة يتأخر.

القاعدة أو الضابط :
إذا جاء ذكر لفظ الإنسان ( وفيه نونان ) يتقدم الجار والمجرور المشتمل على حرف ( النون ) : مِنّا .
فتقدم الجار والمجرور في هود والشورى لوجود الإنسان , وتأخر في فصلت لعدم وجوده , والتعليل هنا ليس للمعنى وإنما لضبط المتشابه فقط .