لازلت أتأمل في جمال الأذان وروحانيته.. الأمر الذي جعله يأتي لنا عبر “حلم” ..
.. لأنه جميل تماما كـ”حلم”. الآذان شفاء لو استمعنا له بوعي. الله أكبر يبدأ بها نداء الحياة خمس مرات..
لندرك أن الله أكبر من كل شيء.. من عملنا الذي يستهلك منا مايستهلكه.. الله أكبر من المال الذي نجمعه..
أكبر من المظاهر التي نسعى خلفها، أكبر من كلمة مؤذية.. أكبر من إنجاز حققناه.. أكبر من نوم يغلبنا..
أكبر من إحباط يفتك بنا.. أكبر من معوقات قد تبدو كبيرة. الله أكبر من كل شيء.. من كل شيء حرفيًا..
الله أكبر من كل ما نقوم بعمله – مانواجهه في أي لحظة.. نُذكر بها خمس مرات وتُردد كثيرا في بداية الآذان ونهايته.
لنعيش هذه الحقيقة ونمارسها وليس فقط لنسمعها.. الله أكبر من كل مايعترض طريقنا والله أكبر من غرورنا بما آتانا..
وغرورنا بما حققنا. الله أكبر من كل فرح وحزن.. حين نعلم أنه أكبر من كل شيء لهذه الدرجة نجدد عهد العبودية والشهادة
فنقول أشهد أن لا إله إلا هو.. ثم نعود لنتذكر الانسان العظيم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بالإذن لشفاعته سنحاسب
وسيغفر لنا وسندخل الجنة برحمة الله. محمد الإنسان العظيم الذي سنشرب من حوضه في يوم سنحتاج فيه
ولو لقطرة ماء.. ثم حي على الصلاة حي على الفلاح.. شيء ما يقول في هذه العبارة أن الفلاح يأتي عبر صلاتنا .
ننجح حين نصلي بوعي وإدراك تام أن هذه الصلاة ليست مجرد حركات وإنما طريقة تحقيق ما وجدنا من أجله..
دعوة للفلاح الذي يتحقق أولا بالصلاة ثم بالعمل. ثم نعود لنتذكر أن الله أكبر. ولذا هو الله لا شيء سواه.
في كل مرة يرتفع فيها صوت الأذان أشعر أن هناك صوت خفي يقول:
هيا بنا نعيش وقت مستقطع بعيد عن كل صخب الحياة الذي يغلفنا عن الحقيقة الكبرى
أن الله أكبر.. أكبر من كل شيء.