السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكرك أخي ( ليث الغاب ) على طرحك للموضوع .. لتتضح الصورة ويزول الإشكال ...
بالنسبة لـ ( العقال ) أو ( الكبك ) أو غيرهما من المظاهر التي تكون في اللباس وهي كثيرة ولكن قد يكون ( العقال ) أكثر حساسية .. وأبرز من غيره ..
من وجهة نظري القاصرة .. طبعاً كما هو معلوم ويعلمه الجميع أننا لا نتكلم عن حكمه الشرعي .. فهو مباح ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعبادة والطيبات من الرزق ) ..[الأعراف]
وأقول أنه ليست المشكلة في العقال ذاته .. أو بالأصح في لبس العقال ذاته .. ولكن المشكلة فيما يترتب على لبسه ؟
أعجبني أخي أبو محمد ( المستشار ) بتفصيله .. وقد أجاد في ذلك .. وأظن أن بالتفصيل سنصل إلى الحل السليم في هذه القضية.. وحيث أننا نتكلم عن ( الملتزمين ) بالخصوص .. فأقول : لبس العقال لمن هو في سن المراهقة أو كما قال أبو محمد في سن تحت الـ ( 25 ) لا أنصح به البته .. قد تقول لماذا ؟
أقول .. ( غالباً ) في هذا العمر .. يسهل التغير والتحول و التنازلات والتساهلات ..وهذا ما استخلصناه من واقعنا ومن مشاهداتنا ..
فمثلاً .. طالب في الثانوية .. لبس العقال .. ما نظرتك له بعد لبس العقال ؟
مقارنة بمن لبسه مثلاً بعد عمر الـ ( 25 ) .. أو بعد زواجه .. ؟ .. فرق بينهما من حيث نظرتك لهما ..
أعيد ما قلته .. وهو المشكلة ليست في ذات لبس العقال .. وإنما ( ما يترتب على ذلك ؟؟) ..
فللأسف .. غالباً .. تكثر التنازلات بعد لبسه .. ولا أقول ذلك توهماً .. أو توقعاً .. بل والله من مشاهد واقعية.. والآن أعرف أكثر من شخص .. كان ملتزماً .. ثم لبس ( العقال ) - حتى الآن لم يحدث الخطأ - بعدها بفترة ( وقد لا تكون قصيرة ) .. يبدأ كما يقول بـ( تزيين وتقصيص ) اللحية .. أي : تخفيفها ؟؟!! .. ثم تأتي التنازلات والتنازلات بعد ذلك .. وما بعد اللحية أخف منها من حيث التنازلات .. ووالله أعرف أكثر من شخص حصل له مثل هذا الشيء ..
قبل ما يقارب ثلاثة شهور .. توفيت والدة أحد الأشخاص .. ذهبنا للصلاة عليها .. بعد الصلاة وفي المقبرة .. قمنا بعزائهم .. كنت أعرف شقيق هذا الشخص ( وكان ملتحياً ملتزماً ) .. وأثناء العزاء على صاحبي وجدت بجانبه شخص ( حليق ؟! ) .. لم يخطر على بالي أنه شقيقه .. بعدما خرجنا .. سألت من معي .. فقلت له : شقيقه لم نره ؟ فقال : هو من بجانبه !! .. قلت له .. من بجانبه ( حليق ) .. فقال من معي : نعم .. نعم .. هو ..!!
قصة أخرى .. حينما كنت طالباً في الحلقة جاء إلينا زائر ليلقي كلمة وكان زملائي مستغربين من ذلك الموقف فكان من سيلقي الكلمة ملتحي لكنه ( لبس عقالاً ) .. بعدما انتهى من كلمته تكلم عن العقال وعن لبسه وأنه لا شيء فيه ووو ..
والآن .. والله يا إخوة .. للأسف .. حلق لحيته التي كانت رمزاً لإلتزامه .. فاللهم ثبتنا ..
قد لايكون لبس العقال سبباً رئيسياً .. لكنه من الأسباب .. لأن كثيراً من هذا الحالات تحدث .. وكان صاحبها في البداية قد لبس العقال ..
أما بالنسبة لمن يقول أن المهم المخبر .. فصحيح أن المخبر هو المهم .. لكن المظهر يدل على المخبر والعكس .. فالمظهر قد ( يصنع ) المخبر .. والعكس كذلك ..
وقد يكون الأصل في مجتمعنا .. هو لبس الشماغ ( فقط ) .. وكان من يلبس العقال (إلى وقت قريب) قليلون .. ولهذا قد يكون هذا من أسباب إستنكار لبسه من البعض .. وكذلك عادة اعتاد عليها الكثير من الناس ...
أخيراً : أعلم أني أطلت وأطلت .. وقد أكون خرجت عن صلب الموضوع .. فعذراً ..
وهذا ( رأيي ) القاصر في هذه القضية .. والله أعلم .. وأشكر صاحب الموضوع مرة أخرى .
محبكـ : ياســر ..
__________________
يقول شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية - قدس الله روحه - :
(إن أكثر بني آدم قد يفعل بعض المأمور به، ولا يترك المنهى عنه إلا الصديقون، كما قال سهل؛ لأن المأمور به له مقتضى في النفس وأما ترك المنهى عنه إلى خلاف الهوى ومجاهدة النفس فهو أصعب وأشق، فقل أهله، ولا يمكن أحداً أن يفعله إلا مع فعل المأمور به، لا تتصور تقوى وهي فعل ترك قط)
[مجموع الفتاوى ج 20 ص 85]
|