مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 19-09-2005, 10:20 PM   #4
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377


تذكيرٌ، وبيان



أخي –غفر الله لي ولك-، معلومٌ أنَّ الردَّ على مخالفي السنة هو من المشاركة في حصانة الفكر وحماية المعتقد.

قيل لأحمد بن حنبل –رحمه الله-: الرجلُ يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع؟
فقال: «إذا صام وصلى واعتكف فإنما لنفسِه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين».

وقال بعضُ العلماء: «الرادُّ على أهل البدعِ مجاهد».

فالردُّ على مخالفي السنة: وظيفةٌ محمودة، ولا يذمُّها إلا جاهل أو صاحب هوى.


وإنَّك واجد إزاء من دفع الدخيل الفاسد مِنَ الأفكار، واجتهدوا في حياطة السنة: مَنْ اتخذوا فقها جديدا للموقف من المخالفين للسنة، فوضعوا قواعدَ تحمي «الأشخاص» وتعرّض «المنهج» للخطر.

قال بعضُ من صنفوا في حماية الأشخاص، وغفل عن المنهج كلاماً معناه:
(لو صدَقَ من تصدى لتحطيم أهل الخير [يعني بعض المفكرين المنحرفين] لانبرى لمصدر الخطر الحقيقي ليهدمه على رؤوس أصحابه من عَلمانيين وماسونيين وأرباب الفحش..)

ومقالتُه تلك هي نفس الدعوى التي يرددها جماهير من الشباب المسلم: «لماذا لا تردون على العلمانيين؟!»

وفي شرح نونية ابن القيم: [1/ 42] ردّ الشيخ صالح الفوزان على هذه الشبهة بما ملخصه:
(إن الشبهة إذا لبست لبوس الإسلام كانت أخطر؛ لأن أمر الكفر والإلحاد مفضوح ولله الحمد).

والباطلُ إذا مُزِجَ بحقّ صار أعظم لبساً وأشد خفاء.
قال ابنُ عثيمين -رحمه الله-: «كلما عظمت البدعة صارت دلالة الحق على إبطالها أشد؛ البدعُ إنما تضرّ إذا كانت خفيّة... ولذلك لا تنطلي البدعُ الظاهرةُ على كثيرٍ من الناس، ومن تأمل ما مضى في التاريخ وما كان حاضرا تبين له ذلك».
كان ذلك جواباً على سؤال عن خطر الرافضة وأهل البدع والموقف منهم.

والبعض، وللأسف لا يعرف من البدع إلا الرفض والتصوف الغالي ويوالي من وقع في سائر البدع، ولو رجع إلى كتب أئمة السلف الصالح لأدرك خطلَه وتخليطه.

والله المستعان.



__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل